...

هنادي النواوي تكتب:زمن اصبح الزوج يبيع زوجته على السوشيال ميديا

تعرضت الكره الارضية وفي فترة زمنية وجيزة لاتتعدى الخمسين عاما من عمرها الى ثورة تكنولوجية رهيبة لم تكن ابدا في الحسبان طالت كل نواحي الحياة العملية والاجتماعية والشخصية واصبحت هذه الثورة تعمل وباقتدار على نسج الشباك اللازمة لربط كافة المجالات المحيطة بالانسان ببعضها فاصبحت بطريقة او اخرى تتحكم فيه وفي انفعالاته وارتبط بها ارتباطا لايخفى على احد..
وفي خضم هذه التطورات ظهرت لنا السوشيال ميديا والتي بدات على استحياء في مايسمى باليوتيوب وانتقلت رويدا رويدا الى فيس بوك ،انستجرام،تيك توك ثم بدات تخاطب مستخدمها بلغة المادة ..فكلما اظهرت من جوانب حياتك وشاركت القاصي والداني في جل امورك فانك في هذه الحال سوف تكون من اصحاب الاوراق الخضراء بكافه فئاتها كما انك سوف تصبح مشهورا يشار اليك بالبنان في وقت قد يكون كل ماتقدمه هو مجموعة من الترهات والسفه ولايمنع من قليل من التعري او المحتويات الشائكة والمتهتكة والتي تستقطب فضول الجمهور وبالتالي تملا محفظة صاحبها بالاموال الخضراء..
وباتت المراة في ظل هذا الموجات سلعة يتم الاتجار بها وبجسدها لاستقطاب المزيد من المشاهدات ،فانتشرت محتويات الروتين بما تقدمه من ايحاءات بذيئة ،والطامة الكبرى حين ندرك بان من يقوم بالتصوير هو الزوج ذات نفسه..اصبحت الاعراض خطا اخضر بعد ان كنا لانجرؤ حتى في احلامنا على استباحتها او الخوض فيها…بل واصبحت مادة للسب تتناقل على السنة رموز المجتمع ومنهم رئيس سابق لاحد الاندية الشهيرة.. فتصل الى اولادنا وبذور مستقبل دولتنا بلاحسيب او رقيب في وسائل التواصل الاجتماعي..
هذا التغيير وتلك المحتويات غيرت من تركيبة مجتمعنا الثقافية والفكرية. من مجتمع يقدر ويفهم ماهو العيب ومايمكن ان نشاركه الاخرين وما لايصح خروجه عن اعتاب المنزل الى مجتمع يقدر هذا السفه المقدم ويرفع من مقام مقدميه الى مصاف المشاهير وصفوة المجتمع..اتذكر فيما كنت صغيرة مقولة لوالدتي لاتزال محفورة في ذاكرتي بان المسيح الدجال عندما يظهر فسوف يعرف العالم كله، لحظة خروجه ،بانه خرج وان التلفاز (وقتها) ماهو الا اداة لاخبارنا بان خروجه قد حان وقته..وكلما مر الزمن وازدادت وسائل التواصل ازددت يقينا بانها قد قالت مقولتها (وهي لاتعلم مدى صدقها) ولاتعلم ان الزمان لن يفعل شيئا سوى اثبات نظريتها والخاصة بها ليس لي فحسب،بل للعالم اجمع..
نحن في حاجة ماسة لمن يقوم بالوصاية على كل مايقدم لاطفالنا ولنا على حد سواء..فمع قراءاتي المتتالية بت اعلم علم اليقين ان المنظمات السرية العالمية اصبحت توظف الجميع كبيادق الشطرنج لخدمة اهدافها الخبيثة…وليتنا نتمسك بديننا مسلمين ومسيحيين علنا ننجو ..وان كنت اظن ان ذلك بات دربا من دروب الخيال…فاللهم انا نبرا اليك من حولنا وقوتنا ونلجا الى حولك وقوتك…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى