...

ملتقى الأشقاء بقلم:سامي حامد

 

الملتقى الصحفي العُماني المصري الذي احتضنه المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط الأسبوع الماضي يأتي عقب الزخم الذي شهدته العلاقات المصرية العمانية مؤخرا بعد الزيارة الأولى للسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان إلى القاهرة ومباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ..لن أتحدث هنا عن متانة وقوة العلاقات بين مصر وعمان فهي علاقات تاريخية قديمة ومتجددة وراسخة يعلمها القاصي والداني ومعروف أيضا أن المواقف العمانية تجاه مصر لاتتغير ولاتتبدل بتغير المواقف والأحداث..لكن سوف أتناول هنا أجواء هذا الملتقى الذي تحرص جمعية الصحفيين العمانية على إقامته في العواصم العربية والأجنبية والقاهرة تعد أول عاصمة عربية تشهد هذا الملتقى وهذا إن دل فإنما يدل على مدى التقارب بين الإعلام المصري والإعلام العُماني وتلك حقيقة فالإعلام المصري ممثلا في شخصيات صحفية وتليفزيونية ساهمت في إثراء الإعلام العُماني في بداية النهضة المباركة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي وكان لها دور كبير في النهوض بالإعلام العُماني ليأتي هذا الملتقى بمثابة تعبير من العمانيين عن الوفاء والعرفان ليس فقط بسبب قيام جمعية الصحفيين العمانية بمنح شهادات شكر وتقدير للإعلاميين المصريين الذين ساهموا في تطوير المؤسسات الصحفية والإعلامية بالسلطنة وإنما أيضا لمشاعر الحب والود الذي لمسه كل إعلامي مصري من القائمين على هذا الملتقى بدءا بالسفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية وهو بالمناسبة شخصية ليست بعيدة عن الإعلام ومشاكله وقضاياه وقد ظهر ذلك جليا في كلماته التي دعا فيها وسائل الإعلام التقليدية إلى ضرورة تطوير نفسها لمواجهة التقنيات الحديثة..لقد كان السفير العُماني حريص كل الحرص على الترحيب بالجميع ويتبادل الأحاديث الودية معهم وفي وجهه ابتسامة لاتغيب.. نفس الأمر ينطبق على الدكتور محمد العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانية والدكتور عبدالمنعم الحسني وزير الإعلام العُماني السابق والكاتب الصحفي سالم الجهوري نائب رئيس الجمعية وطالب الضباري أمين السر وغيرهم.
نعم لقد جاءت القوة العمانية الناعمة إلى القاهرة من دكاترة ومفكرين وأدباء وشعراء وفنانين وإعلاميين ليقيموا ليس مجرد ملتقى بل ثلاثة أيام من الود والحب بين مسقط والقاهرة ..إن مايميز هذا الملتقى عن باقي الملتقيات الأخرى التي نظمتها جمعية الصحفيين العمانية انه نجح في أن يجمع بين زملاء مهنة أشقاء من سلطنة عمان ومن مصر باعدت بينهم المسافات والسنوات وزحمة الحياة.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى