...

يسري حسان يكتب:وزير التربية والتعليم لايفكر فى المعلم ولاحتي فى التعليم .. كفاية يفكر في لبلبة!

 

 

هل يصح مثلًا يعني أن أوبخ أولادي وأعنفهم في الرايحة والجاية، وأنكل بهم كلما واتتني الفرصة، ولاأسأل في أمهم .. مهما حصل لهم،ثم أقوم أنا نفسي ، بشحمي ولحمي، بتقبيل وتدليع أبناء الجيران في الطالعة والنازلة؟

المؤكد أنني لو فعلتها سيعتبرني الناس شخصًا عجيبًا وغريبًا ومريبًا، وسوف يقول الناس ، بمن فيهم العامة والدهماء وأبناء السبيل،عيب عليك ياأخي ولادك أولى،لامانع من إبداء الحب والعطف والمودة والحنان والحنية على أولاد الجيران أو أي أولاد تقابلهم في سكتك، لكن ليس قبل أن تفعلها مع أولادك إللي من دمك ولحمك أولًا،ولا أنت غاوي منظرة وخلاص.

وللأمانة فقد سعدت جدًا بقيام وزير التربية والتعليم بتكريم الفنانة لبلبة لأنها قامت بدور مديرة مدرسة مثالية في مسلسل تليفزيوني،مافعله الوزير لاغبار عليه، حاجة كويسة أن يهتم الوزير بالفن وأهل الفن ودنيا الفن،وعالم الفن بتاع محسن جابر، فهذا يدل على أنه رجل مستنير وحبوب ويقدر الفن والفنان، ثم إن الناس لبعضيها.

سعادتي كانت ستكتمل لو أن الوزير استهل وزارته بتكريم مجموعة من المعلمين المثاليين الذين يطفحون الكوتة – لاتسألني ماالكوتة واسأل الوزير فهو وزير ويعرف كل شئ في الدنيا- المعلمون الذين يراعون ضمائرهم ويتعففون عن إعطاء الدروس الخصوصية، رغم أجورهم المتدنية، وحالتهم الكرب.. أعرف والله مدرسين يعملون على سيارات ميكروباص وسيارات أوبر ليحسنوا دخولهم البائسة،التي كان يجب على الوزير أن يستهل وزارته بالمطالبة بتحسينها، لا أن يدعو الشباب إلى العمل في المدارس متطوعين، وحتى دون أن يعد، بتعيينهم ، لوفعلوها وتطوعوا، لكنه بدلا من أن يفعل ذلك راح يكرم لبلبة.

الفنانة لبلبة تستحق كل خير،وكل تكريم ، سواء من وزير أو من غفير، لكن المدرسين يستحقون أيضا، ثم إن الفنانة لبلبة عندما قامت بدور مديرة مدرسة مثالية، لم تفعلها تطوعًا وبدون أجر ، أكيد حصلت على أجر معتبر ، ربنا يزيدها من نعيمه،ثم إن الفنانة لبلبة أيضًا ليست مؤلفة المسلسل، يعني دور اتكتب لها وجت عملته وخدت حقها وانتهى الأمر، يعني لم تخترع الذرة، أو تقوم بعمل خارق للطبيعة والكيمياء والفيزياء التي هي الطبيعة برضو، وهي حتى إذا كتبوا لها دور مديرة مدرسة شريرة ومرتشية وبنت سبعين في تمانين فسوف تمثله عادى جدا، ومع ذلك فمن حق الوزير أن يكرمها ، ولكن ليس قبل أن يهتم بالمدرسين الذين هم أهم عنصر في العملية التعليمية ويقدمون لبلادهم أكثر آلاف المرات مما تقدمه الفنانة لبلبة والفنانة شيرين آه ياليل،والراقصة والطبال والزمار، والكابتن شيكابالا بتاع الزمالك.

مافعله الوزير مجرد منظرة فارغة ،كنت سأشجعه، وأشد على يديه، وأشيد بحسه الفني المرهف، لو كان في نيته، حتى، تكريم المعلمين، ورفع الظلم عنهم، والسعي لتحسين أحوالهم، لكن يبدو أنه لا يفكرلا في المعلم ولا حتى في التعليم… وعشان كده ياولاد.. مصر حلوة الحلوين!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى