...

أسبوع جنسي جداً في دار الإفتاء.. شهيد العلاقة الحميمية والعادة السرية وتحريم الأفلام الجنسية

لا أحد ينكر أهمية مناقشة تفاصيل الحياة اليومية في أروقة المؤسسات الدينية وفي القلب منها بكل تأكيد دار الافتاء المصرية المنوط بها ابداء الرأي الشرعي في كل ما يخص تعاملاتنا اليومية، فتحت شعار “لا حياء في الدين” ، يبدو أن دار الافتاء خصصت هذا الأسبوع لمناقشة موضوعات الجنس الساخن .. لدرجة دفعت الكثيرين للقول بأن هذه المؤسسة العريقة تحولت إلى مستودع للفتاوى الجنسية المثيرة للغرائز وتنشره على صفحتها الرئيسية لتتناقله وسائل الإعلام فهذا ما لا يمكن تفهمه جملة وتفصيلاً.

 

** فقبل أيام معدودات تصدر الموقع الإخباري لدار الافتاء هذا الخبر الذي جاء تحت عنوان : (الإفتاء: موت أحد الزوجين أثناء ممارسة العلاقة الجنسية من حسن الخاتمة)

وجاء في التفاصيل : هل موت الزوج أثناء العلاقة الجنسية من علامات سوء الخاتمة ؟.. يتمنى كل منا ان يكرمه الله بحسن الخاتمة ويموت بعمل صالح، إلا أن هناك من يموت أثناء العلاقة الحميمية مع زوجته، فتتسأل الزوجات مات زوجي أثناء العلاقة معي فهل هذا من علامات سوء الخاتمة ؟ وهل يبعث يوم القيامة على هذا الوضع؟.

وجاء رد “الافتاء” كالتالي : يجيب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى، ردًا على هذا السؤال، إنّ الموت أثناء العلاقة الزوجية أو في حالة الجماع مع الزوجة ليس علامة على سوء الخاتمة.

وأضاف ممدوح، أن الموت أثناء العلاقة الزوجية هو حسن خاتمة لأنه كان في طاعة، فالرجل في العلاقة الزوجية يحصل على أجر من الله على ذلك، بخلاف لو فعلها في الحرام.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنّ هذا الرجل مات أثناء العلاقة الزوجية وهو على طاعة ولم يمت على معصية حتى تحزن الزوجة على وفاته.

واستشهد أمين الفتوى، عن حكم العلاقة الزوجية، بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه: وفي بضع أحدكم صدقة، فقال له الصحابة: أنثاب على علاقاتنا الزوجية؟ فقال لهم النبي: أرأيتم لو وضعتوه في حرام أكنت تأثم؟، فقالوا: نعم، فقال لهم النبي: فكذا يثاب لو وضعها في حلال.

 

** ولم يتوقف أمر الفتاوى الجنسية التي تتناول أدق تفاصيل الحياة الزوجية عند هذه الفتوى ، فمنذ ساعات ، معدودات أيضا ، نشرت دار الافتاء على موقعها الموضوع الآتي : ما حكم العادة السرية للمرأة المتزوجة حال سفر زوجها؟.. أمين الفتوى يجيب

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد لها عبر قناتها على موقع الفيديوهات يوتيوب نصه: ما حكم العادة السرية للمرأة المتزوجة حال سفر زوجها.

وقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى سابقة عبر مقطع فيديو في قناة دار الإفتاء، إن جمهور الفقهاء يروا أن العادة السرية حرام، ولا تجوز، لأن الله سبحان وتعالى يقول: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ۝ وَالَّذِينَ هُم ْعَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ۝ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ۝ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُروجِهِمْ حَافِظُونَ ۝ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ۝ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون َ.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: فالأصل في العادة السرية إنها لا تجوز وهذا ما عليه جمهور الفقهاء، وإذا وصل الرجل إلى حالة لم يستطيع أن يملك نفسه مع الصلاة قراءة القرآن إلى أن الشيطان سيطر عليه أو نفسه غلبته في هذه الحالة لا مانع ليس لأنها حلال في أصلها ولكن لأنها أقل ضرر من غيرها.

 

** المثير أنه وفي ذات الأسبوع ، الذي لم ينصرف بعد ، نشرت دار الافتاء الموضوع الآتي : هل الله يغفر مشاهدة الأفلام الإباحية ؟.. الإفتاء: بشرط واحد

هل الله يغفر مشاهدة الأفلام الإباحية ؟.. حرمة مُشاهدةُ الأفلام الإباحيَّة من الأمور البديهية التي لا تحتاج لإقامة البرهان؛ وشؤمها يؤدي إلى قساوةِ القَلب، والغفلة عن الله- تعالى- وعن ذِكْره، و إمراض النَّفس، والزُّهدِ في الحلال، والتَّجرؤ على ارتِكاب الفواحش والمعاصي، والتَّهاون فيها.

ما يجب على من شاهد تلك الأفلام، فهو المسارعة إلى الله – تعالى -بالتَّوبة النصوح؛ فإنَّ التَّائبَ من الذَّنب كَمَن لا ذَنْبَ له، وكل من تاب توبة نصوحًا، واجتمعت فيه شروط التوبة الصادقة- فالله تعالى يقبل توبته؛ قال الله: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25].

** ومن الضروري بمكان التأكيد على أن سيطرة مثل هذه الفتاوى الجنسية لم يكن وليد هذه الأيام فقط ، كما أن “ماراثون الهوس الجنسي” ليس قاصراً على دار الافتاء وحدها بل تتلقفه مؤسسات دينية أخرى ، فمنذ فترة طويلة ونحن نجد أنفسنا أمام “فتوى جنسية مثيرة” هنا أو هناك.

من عينة ذلك تلك الفتاوى التى فجرت نوعا من الجدل الشديد للدكتور رشاد حسن خليل، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر السابق، بتحريم تجرد الزوجين التام من الملابس أثناء المعاشرة، وكونه مبطلاً لعقد الزواج، إلا أن هذه الفتوى قوبلت برفض شديد من جانب علماء وشيوخ الأزهر، الذين أكدوا رفضهم الفتوى باعتبار الاستمتاع بين الزوجين من المقاصد الشرعية ليعف كل منهما الآخر.

ومن الفتاوى التى أثارت جدلاً واسعا فتوى الدكتور عزت عطية، رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حيث فجر منذ سنوات مفاجأة من العيار الثقيل عندما أباح للمرأة العاملة أن تقوم بإرضاع زميلها فى العمل منعًا للخلوة المحرمة، إذا كان وجودهما فى غرفة مغلقة لا يفتح بابها إلا بواسطة أحدهما.

وأكد عطية فى فتواه أن إرضاع الكبير يكون خمس رضعات وهو يبيح الخلوة ولا يحرم الزواج، وأن المرأة فى العمل يمكنها أن تخلع الحجاب أو تكشف شعرها أمام من أرضعته، مطالبًا بتوثيق هذا الإرضاع كتابة ورسميًا ويكتب فى العقد أن فلانة أرضعت فلانًا، إلا أن هذه الفتوى قوبلت بالرفض الشديد.

وبكل صراحة فإن كل ما سبق “كوم” .. وهذه الفتوى “كوم تاني خالص” ، حيث أفتى بعض رجال الدين بعدم جواز لمس المرأة الخيار والموز لأنها تشبه الأعضاء التناسلية» .. وبكل أسف فمثل هذه الفتاوى تصيب الإنسان بالملل والغثيان .. ويستغلها بعض المغرضين لتشويه صورة المسلمين فى عصر العلم والحضارة والتكنولوجيا، وإظهارهم بأنهم خارج إطار العقل والمنطق ، فمثل هذه الفتاوى الشاذة توحى بأن المسلمين أبعد ما يكونون عن مواكبة عصر التنمية وليس لنا اهتمام بعمارة الأرض وتنمية المجتمع بل ينصب كل اهتمامنا بحياتنا الجنسية.

** وفي واقع الحال .. فإنه ومع تسليمنا الكامل بأهمية معرفة “رأي الدين” في مثل هذه الأمور الحياتية ، إلا أن هذا الطوفان الهائل من مثل تلك الفتاوى يفتح المجال للقيل والقال في سيطرة مثل هذا “الهوس الجنسي” ، في المقابل ينشغل السائلون والمجيبون على حد السواء عن التطرق لظواهر اجتماعية خطيرة في حاجة إلى تصحيح المفاهيم وابداء الفتوى الشرعية فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى