...

«مش عارف الغناء بعدها شرف ولا مقلب» .. حكاية الخلاف الأشهر بين أم كلثوم والعندليب

يعتبر الثنائي الأشهر في الوطن العربي، بل إنهما قطبا الغناء العربي، فتربعت الست «أم كلثوم» على عرش الغناء ولقبت بـ«كوكب الشرق»، تبعها العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ»، والذي جسد حالة خاصة لم يصل لها أي مطرب بعده.
تعاون الثنائي في إحياء حفلات ثورة 23 يوليو، على مدار أعوام بوصلتين للسيدة أم كلثوم تفصلهما وصلة في الثانية عشر صباحًا للعندليب.
استمر التناغم بينهما حتى وقع خلاف كبير قاطعت على إثره أم كلثوم لعبدالحليم، ومنعته من مشاركتها إحتفالات الثورة.
• بداية الخلاف
بدأ الخلاف بينهما في يوليو عام 1964، بعدما أغضبت «الست» عبدالحليم حافظ، خلال إحيائهما واحدة من حفلات ثورة 23 يوليو، والتي يحضرها الرئيس جمال عبدالناصر.
بينما كان يستعد عبدالحليم حافظ، للصعود للمسرح، لبدء وصلته الغنائية، تفاجأ بأم كلثوم تبدأ وصلتها الثانية والتي استمرت حتى الثانية والنصف صباحًا، ليبدأ بعدها وصلته متأخرًا ساعتين ونصف عن موعده المعتاد.
• رد العندليب
استقبل العندليب الموقف بغضب شديد وحينما صعد على المسرح قال كلمات ندم عليها لاحقًا: «مش عارف ده شرف إني أغني في حفل أم كلثوم.. ولا ده مقلب إني أطلع متأخر كده؛ ولا عشان أعرف الناس بتحبني قد إيه؟».
استقبل الجمهور المدعو كلماته بالتصفيق والهتاف معبرين عن حبه له واشتياقهم لسماع جديد أغانيه قائلين: «بنحبك يا حليم».
تلك الكلمات لم تمر مرور الكرام على كوكب الشرق والتي أغضبتها بشدة، واعتبرت ما قاله عبدالحليم حافظ بأنها إهانة لا تغتفر.
• انتقام الست
في العام التالي ومع الاستعدادات للحفلة الجديدة رفضت انضمام «العندليب» لها ومشاركتها المسرح، بعد صمت على الموقف استمر لعام كامل.
حاول البعض التوسط لها لكن لم تقبل، فتوصلوا لحيلة بأن بعد انتهاء وصلتيها سيبدأ العندليب وصلة ثالثة بدون إخبارها بتلك الأنباء، ولكن فور وصول فرقة عبدالحليم للمسرح علمت بالأمر، واستمرت في الغناء لوصلة ثالثة لمنعه من اعتلاء المسرح بعدها.
فور انتهاء وصلتها الثالثة عزفت فرقتها السلام الجمهوري، ليغادر بعدها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر المسرح ويسقط عبدالحليم حافظ، مصابًا بنزيف داخلي.
• محاولات الصلح
رغم محاولاته المستمرة للتصالح معها من خلال الوسطاء، إلا أن تلك المحاولات قوبلت بالرفض، حتى زارها «عبدالحليم» في منزلها.
وبحسب مقال كتبه العندليب نشر له في مجلة الموعد، ذكر خلالها، أنه ذهب إليها معتذرًا وأن تلك الكلمات قالها بدافع حسن النية، وهو ما أنبته عليه السيدة أم كلثوم، بأنه لم يكن لائقًا بأن يقول تلك الكلمات أمام ميكروفونات الإذاعة وكاميرات التليفزيون.
دافع العندليب عن نفسه، وقال لها بأنه لم يخطيء وإنما كان يمجدها، وأنه مثل شقيقها الأصغر، لترد عليه قائلة بحسب ما رواه العندليب: «اخرس أنت فاكر نفسك صغير، أنت عجوز».
انتهى الخلاف بينهما بعدها ورصدت الكاميرات العندليب لاحقًا وهو يقبل يدها في واحدة من الحفلات التي اجتمعا فيها، بينما روى البعض أن تلك القبلة كانت في حفل زفاف ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى