...

أم محمد: العبور إلى الحياة على ماكينة خياطة

 

 

 

 

بكل حسابات المنطق، لم يكن متوقعا لأم محمد أكثر من احتمالات العيش فى حالة من الضعف فى انتظار المعونات والشفقة من كل من يعرف قصتها.

سيدة مصرية مثل آلاف غيرها عشن فى بيئة بسيطة لا تكاد تكون لها فيها أدنى حقوق، خاصة أنها طفلة يتيمة الأبوين. وعندما جاء النصيب تزوجت رجلا لم يزدها سوى هموم على همومها. قصة طويلة من الظلم والقسوة والخيانة وسلسلة من الديون انتهت بالطلاق

هكذا وجدت أم محمد نسخة جديدة من نفسها فى لحظة تذكرت فيها كيف كانت تجمع الأكياس الورقية وهى صغيرة لتلصقها بعضها ببعض وتصنع فساتين صغيرة. فتقول لها جدتها «ستصبحين خياطة».

كلمة تشجيع حانية صغيرة فتحت لها بابا للأمل بعد سنوات طويلة. وها هى اليوم خياطة مبدعة عندها ماكينة تتجاوز بها محنة لا تنجو منها الكثيرات.

تقول بفخر لا يخلو من مرارة: «ممكن أعمل أى شىء كى لا يشعر أولادى باليتم… بعمل مخلل، وفسیخ، وتاجرت فى الخضار والفاكهة، وكنت بجهز أكل بیتى وأبيعه للجمعیات ولجیرانى، وبربى أرانب وطیور».

رحلة طويلة لم تفقد فيها أم محمد حبها للحياة، شريطة أن تكون بكرامة، مازالت قادرة على الدندنة والغناء وارتداء سوار صنعته بيديها من حبات الخرز.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى