...

ياسر التلاوي يكتب: ..وكام من “دلال فتح الله” من الرجال والسيدات في حياتنا؟

لم يكن مفاجئا لنا أن نكتشف أن دلال فتح الله وراء الكثير من البلاوي والمصائب في مسلسل جعفر العمدة ، الحياة علمتنا ألا نتفاجأ من وجود مثل هذه النماذج التي لاأمان لها، سواء من الرجال أو النساء، تأكل وتشرب وتنام أو بالمعنى البلدي ” قايم نايم واكل شارب” في بيتك، وتأمن له ويحصل بقدرة رهيبة على ثقتك لتظن أنه أصبح مستودع أسرارك الأمين، ثم وعلى حين غرة منك تكتشف أنه لم يكن أمينا و”لا حاجة”، بل كان أكبر ” خازوق ” في حياتك.
ورغم أننا نشاهد مثل هذه الشخصيات ،سواء في حياتنا أو في الأعمال الدرامية ،فإننا للأسف الشديد لانتعلم ونرتكب نفس الأخطاء التي تضرب حياتنا في مقتل، خاصة وأن هناك نوعا من البشر قادرون على التلون مثل الحرباء ويمتلكون القدرة على خداعنا مهما أوتينا من خبرة ووعي، وأنت إذا سألت نفسك لماذا يفعل هؤلاء مايفعلون فربما لن تجد إجابة، هم يتبرعون بعمل الشر ولايعرفون الرحمة أو الشفقة أو يقيمون وزنا للعشرة والعيش والملح،هناك مثل شعبي يجسد حالة هؤلاء يقول المثل: قالوا للغراب لماذا سرقت الصابونة، أنت لن تأكلها ولن تستحم بها فلماذا سرقتها ياأخي؟ فرد الغراب بشكل يكشف طبعه الذي حبل عليه حيث قال” الأذى طبع”، نعم الأذى طبع ويكون مجانيا في كثير من الأحيان، والمؤسف أنه يأتي من حيث لاتتوقع، يأتي من بشر وقفت إلى جانبهم وبذلت ماتستطيع من جهد من أجل إسعادهم ، لكنهم يقابلون الحسنة بالسيئة
هناك في حياتنا فجار لايقلون فجرا عن فجر دلال وطريقتها وأسلوبها ومذهبها، تشعر أنهم إخوان إبليس في الرضاعة، ويجعلونك تترحم على فجر دلال الذي لايساوى شيئا إلى جوار فجرهم، مهما تفعل لهم ومهما تزرع من محبة فلن تجد منهم إلا الجحود والنكران، ولن تحصد إلى العداوة، هم محسوبون بالخطأ على البشرية والإنسانية لكنك لودققت النظر سوف تكتشف إنهم من فصيلة الذئاب أو آكلة لحوم البشر لايهمهم إلا إشباع رغباتهم الدنيئة.. لكنهم في كل الأحوال أغبياء وينسون أن الدنيا دوراة، فالخير ينتصر في النهاية وهذه طبيعة الأشياء لكنهم لايعلمون.
وإذا كان لابد ان يحمل أى عمل درامي رسالة ما أو رسائل ما، فالعمل بدون رسالة كأنه لم يكن،ومن هنا تأتي أهمية مسلسل جفعر العمدة الذى يضيف إلينا الكثير من الخبرات التي تسهم في تطوير وعينا ، وتبصرينا بأمور حياتنا، ومنه نأخذ العظة والعبرة..رسائل مسلسل جعفر العمدة كثيرة ومتعددة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى