...

ياسر التلاوي يكتب: الرئيس في قسم الشرطة والأسمرات.. متى يتعلم د. مدبولي ومجموعته؟

ماهو شعورك، كمواطن بسيط، وأنت تجلس على مائدة إفطار مع رئيس الجمهورية ذات نفسه، وبعد الإفطار تدخل في حوار مباشر معه وتتحدث عن أحلامك وطموحاتك ومشكلاتك، وتجد هذا الرئيس يستمع إليك جيدا،ويجيب عن تساؤلاتك ويطمئنك أن القادم أفضل،ثم تجد هذا الرئيس يزور قسم الشرطة ليطمئن على الخدمات التي تقدم لك، وأن كل الأمور تسير على مايرام.
ماهو شعورك وأنت تسمع رئيس الجمهورية، وهو معك على مائدة الإفطار ويأكل مما تأكل، تسمعه يقول: “دائما بقول للمسئولين عاوزين نعمل برامج مخلصة علشان انتوا أهلنا وأنا بتشرف أن أنتم أهلى وأنا راجل بسيط زيكم والبركة فى ربنا والشكر دايما موصول لله وهو اللى قدرنا نعمل ده”
“بنقول لربنا شكرا لو حد فينا مش بيقرأ ويكتب ما نستخسرش نعلمه لو حد فينا بيشتغل لازم يعلم اللى مش بيعرف مش عاوزين حد بينا فقير طول ما القلوب مع بعض ربنا هيساعد بأفكار ودعم، وربنا يقدرنا على كل حاجة جميلة واللى اتعمل مش بيا لوحدى بينا كلنا وكل المسئولين لهم دور فى هذا وبقولهم متشكرين ونشتغل أكثر”.
هذا ماقاله الرئيس عبدالفتاح السيسي على مائدة الإفطار مع أهالي حي الأسمرات ،والمؤكد أن كل من حضر هذه المائدة أو سمع وقرأ عنها هي وغيرها،سيعلم علم اليقين أن ” السيسي” واحد مننا فعلا،يشعر بمشاكلنا ويعلم حجم معاناتنا، ويواصل الليل بالنهار من أجل حياة كريمة وسعيدة للجميع.
المثير في الأمر أن الدروس التي يقدمها الرئيس كل يوم، لايستوعبها الكثير من المسئولين، فهل شاهدت يوما رئيس الوزراء مصطفى مدبولي يفطر مثلا مع عمال المصانع ويتحدث إليهم في ود ومحبة كما يفعل الرئيس، هل شاهدت وزير الصناعة نفسه يفعلها، هذا الرجل تحديدا كان رئيس لجنة الصناعة في البرلمان وعلى علم بمشكلات الصناعة، أين هو الآن وماذا قدم للصناعة المصرية؟
لماذا لانشاهد وزير التربية والتعليم يتناول الإفطار مع المدرسين ويستمع إلى مشاكلهم ومقترحاتهم لتطوير التعليم ، باعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها، وأين وزير التموين، وأين وزير الصحة، ولماذا يختفون جميعا أوقات الأزمات ويتركون الرئيس يواجه وحده.
نعم الرئيس هو القائد والزعيم والأب، ولكن لماذا يتحمل وحده كل هذه الأعباء، ولماذا لايترك المسئولون الكبار مكاتبهم المكيفة الوثيرة وينزلون إلى الناس في مواقعهم، لماذا لايتلقون الإشارات التي يبعث بها الرئيس طوال الوقت.. كان الله في عون الرئيس الذي يحارب وحده، ويبذل الجهد وحده، في حين أن الجميع مختفون وغير راغبين في التعلم والتواصل مع الناس وبحث مشاكلهم والعمل على حلها.
للأسف الشديد فإن الحقيقة التي يجب أن نعترف بها أن التغيير الوزارى الأخير لم يقدم جديدا ولم يعط دفعة قوية للأمام، أين وزير الصناعة ، أين وزير التربية والتعليم، أين وزيرة الثقافة، أين هؤلاء جميعا وماذا قدموا لمصر، وماذا تعلموا من رئيسها، ومتى يتعلمون منه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى