...

مشايخ تحت الطلب”.. فتاوى وآراء لوجه التريند واموال الفضائيات

بين الحين والأخر .. يفاجئنا بعض من يوصفون بـ”المشايخ” أو “الدعاة” بفتاوى وآراء لا تتسق مع العقل والمنطق ولا تتماشى مع روح العصر والظروف التي تمر بها البلاد والتي تتطلب التركيز على ما يفيد وما يحقق أهداف التنمية.

فنراهم على العكس يوجهون الرأي العام ويشغلون رجل الشارع في أمور أبعد ما تكون عن ضروريات الحياة فلا تعدو كونها إلهاء عن الضروريات.

وتشير المعلومات إلى أن تنامي بعض الظواهر الإعلامية واختلاطها بشخصيات “مشايخ الفضائيات” قد غيرت تماما من “قواعد اللعبة أو الفتوى” .. فإذا علمت أن أجر أحد هؤلاء الشيوخ يصل إلى 80 الف جنيه شهريا ..

فلا تستبعد أن يفعل هذا الشخص كل شيء يطلب منه وأكثر حتى يحتفظ بأجره من تلك الفضائية عبر تحقيق “الفرقعات” وركوب الترند ، ولا عزاء للمشاهدين والدين.

 

وفي واقع الحال فإنه وعلى الرغم من أن المستقر عليه عدم صدور الفتوى الدينية إلا عن طريق المؤسسات الرسمية المؤهلة لذلك ..

 

فإننا أصبحنا أمام ظاهرة خطيرة تتمثل في انبراء “كل من هب ودب” لإصدار الفتاوى والأحكام المثيرة للجدل، وإن كان متخصصا في بعض علوم الدين.

 

“الحياة نيوز” ترصد أشهر الأسماء التي تذكر في مجال الفتاوى المثيرة والأراء الصادمة ومنها :

 

الدكتور مبروك عطية

 

يعتبر الدكتور مبروك عطية وبحق “نجم نجوم” الإعلام والتريند في مصر .. وذلك بسبب “غزارة” انتاجه “الافتائي” حيث لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويدلي بدلوه فيها.

وللتعريف بالشيخ عطية .. فهو أستاذ ورئيس قسم اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر. حصل على ليسانس اللغة العربية عام 1980.

وحصل على درجة الدكتوراة في موضوع ( القضايا النحوية والصرفية في تفسير القاضي البيضاوي ) عام 1988 .

شارك في العديد من الندوات، أهمها : ندوة (ظاهرة الضعف اللغوي في المرحلة الجامعية ـ وسبل علاجها) في جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1995.

ويكتسب هذا التعريف أهمية خاصة لأننا سنكتشف من خلاله أن دراسة وخبرة “عطية” تنصب بالأساس على دراسة اللغة العربية والنحو والصرف وليس الفقه والشريعة ، ورغم ذلك يفضل “مبروك” تقمص دور المفتي والسياسي وكل شيء بخلاف محل اختصاصه.

 

ولعل أحدث لقطات “عطية” تلك “الخناقة” التي أقحم نفسه فيها مع الفنانة نجلاء فتحي ، حيث وجَّه الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، رسالة إلى الفنانة نجلاء فتحي، معلِّقاً على التسريب المنسوب إليها المسيء للفنان الكبير عادل إمام.

 

وقال عطية، في بث مباشر له : «إنتِ شايفة إن فنه بيقدم الفساد، كنتِ فين من 40 سنة؟ شايفة واحد فنه بينشر الفساد منبهتيهوش ليه؟ موعظتيهوش ليه؟».

وشبَّه تلك الأزمة بما حدث مع عروس كفر الدوار التي أوصت زوجها أثناء عقد القران بأمها، مضيفاً: «زي عروسة كفر الدوار، جاي يكتب الكتاب أقوله أمك ثم أمك؟ ماتقالش ليه قبلها الكلام ده وهو بياكل محشي؟ الناس جاية تسمع كلمتين، طلبت الزواج منك قبلت وشكراً، إيه لزمته الكلام ده».

وأكد أن كلتا الواقعتين تحملان الفكرة نفسه، واصفاً الكلام في الأزمتين بأنه «في غير محله».

وتابع: «لما نستنى واحد طيَّر كل فلوسه وأفلس ونقوله شوفت؟ طب ما نصحتوش وهو بيبعزق ليه؟ بنأخر النصيحة ليه؟ فكان من أول سنة وهو لسه شغال معاكِ صبي، كنتِ قلتِ له: اوعى يا واد تنشر الفساد، تبقي أبرأتي الذمة».

 

والمعروف أن هذه ليست المشكلة الأولى ، ولن تكون الأخيرة طبعا ، فمنذ فترة اشعل “عطية” أزمة خطيرة على خلفية تصريحات أدلى بها خلال استضافته في “يحدث في مصر” الذي يقدّمه الإعلامي شريف عامر، قال فيها إن “ثلاثة أرباع سكان مصر جايين من زيجات حرام، لأن غير القادر على الباءة زواجه حرام شرعا”.

وأضاف: “يكون الزواج حرام شرعاً حال كان الزوج غير قادر على الإنفاق أو غير قادر على معاشرة المرأة”.

وتابع: “من الأفضل لغير القادر على الإنفاق تأجيل فكرة الزواج، والإسلام يعطي الحق لأي شخص غير قادر على الإنفاق ألا يتزوج أو ينجب أطفالاً حتى لا يتحولوا إلى مجرمين ومتعاطين للمخدرات”.

ولكم أن تتذكروا وتتصوروا حجم الجدل والسجال العنيف الذي أثاره “عطية” بسبب هذا الرأي الذي أثار استياء شديد جدا وتسبب قي احالة فضائية ام بي سي والمذيع للتحقيق.

وفي قنبلة من العيار الثقيل أيضا .. ذكر “عطية” منذ فترة أن الإنترنت و”فيس بوك” مذكوران في القرآن الكريم ، ووضح الداعية المصري، مبروك عطية، ما قصده بحديثه عن ذكر الإنترنت ومواقع التواصل الاحتماعي في القرآن.

وتابع الداعية المصري قائلا: “وقد أشارت الآية 83 إلى النت والفيس والإنستجرام والواتساب وكل وسائل الإذاعة لقوله تعالى: “وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به”… سيذيعوه عن طريق إيه؟ يعني إذا تثبتوا مراد ربنا والله أعلم بمراده أن يتثبت المذيع من الخبر الذي يذيعه”، حسب تعبيره.

ولعل أخر ما قاله مبروك عطيه ما أثاره في حديثه وتعليقه على واقعة قتل فتاة جامعة المنصورة التي قتلها زميلها لرفضها الزواج منه ، وهو ما أثار حفيظة الرأي العم ضده وضد ما قاله عن المرأة وزي النساء.

 

د. أحمد كريمة


أما أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر د. أحمد كريمة فقد اختار طريقه منذ البداية بالتفرغ لـ”الفتاوى الزوجية” فمنذ فترة أطلق كريمة، إحدى الفتاوى الغريبة، حينما قال إن رقص الزوجة لزوجها في نهار رمضان، أمر لا يجوز، لأن ما أدى إلى حرام فهو حرام.

وأضاف كريمة، أنه يتحفظ على قيام الزوجة بالرقص لزوجها في غير أيام رمضان أيضًا، ولكنه لا يحرمه، معقبًا: “الرقص الشرقي ليس من مكارم الأخلاق، لكنه ليس محرمًا، انا أرى أن العلاقة بين الزوجين من المفترض ان تكون أسمى من ذلك”.

أما الصدمة العنيفة للدكتور “كريمة” فكانت حول زواج المغترب، وهل يجب على الرجل إعلام زوجته بزواجه مرة أخرى وهو مسافر، الجدل مؤخرا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات، وكذلك بين الشيوخ والدعاة.

حيث خرج أحمد كريمة، بتصريح قال فيه: إننا لو تحاكمنا إلى الشريعة الإسلامية لوجدنا بها اليسر والسهولة، فالإسلام يهدف إلى إشاعة الطهارة والعلاقات الطاهرة، متسائلًا: لماذا نحن نرفض الطهارة والناس تلجأ إلى الأبواب الخلفية أو الأشياء المحرمة فيه فهذا لا يجوز”.

وتابع: لو أن الرجل سيتزوج في الغربة، فهل يستأذن الزوجة الأولى، إذن الزوجة الأولى لم يرد فيه نص في الشرع. مشيرًا إلى أنه قد يكون عدم علم الزوجة به مصلحة للأسرة حتى لا يحصل الصراع الأسري.

وكان أستاذ الفقه المقارن، قد أثار الغضب، بعدما أطلق فتواه حول حكم استخراج المومياوات، قائلًا: “استخراج جثامين أجدادنا الفراعنة وعرضها فى فاترينات مقابل حصد الدولارات من الزوار لها.. ولكن يجوز استخراج الجثامين فقط للبحث العلمي”.

وأضاف كريمة: “حرمة قبر الإنسان كحرمة داره في حياته.. والقبر نعمة من نعم الله لأن يكون للإنسان مأوى بعد موته ألا يترك كالحيوانات على جانبي الطرق”.

وفي فتوى مثيرة أخرى، أكد الدكتور أحمد كريمة، أن نجاسة الكلب ليست من ثوابت ولا مسلمات ولا قطعيات الدين، بل إنها خلافية، لكن يجرى اختيار المذهب المالكي بأن الكلب طاهر الجسد من حيث الخلقة الإلهية، وهو ما يتفق مع أن الله لم يخلق نجاسات، إذ تابع كلب أهل الكهف في القصة التي أوردها الله سبحانه بالقرآن الكريم.

 

وأضاف كريمة، أن بعض الفقهاء نظروا إلى لعاب الكلب فقط، لكن هناك استثناءات، معقبًا: “الله في سورة المائدة قال:” مما علمتم من الجوارح مكلبين، أي كلب الصيد، مثل تلك الكلاب التي تستخدمها القوات الشرطية في تعقب المجرمين أو الكشف عن المخدرات والمتفجرات، إذ أن الكلاب التي تقدم هذه الخدمات الجليلة سيمس بلعابهم من معهم”.

فراغ أم استدراج

وتتباين الأراء في تفسير هذه الظاهرة ، التي لا تقتصر بلا أدنى شك على الأسمين الذين تم ذكرهما على سبيل المثال لا الحصر ،

 

فالبعض يرى أنها من قبيل الفراغ والتسلية والسعي نحو تحقبق الشهرة خصوصا بعد أن أصبحت “الفيديوهات بتجيب فلوس” وبالتالي فكلما زاد الجدل والصخب الذي تثيره مثل هذه الأراء كلما حققت زيارات وقراءات ومشاهدات أكثر وبالتالي إيرادات أكتر.

 

في حين يرى أخرون أن أصحاب هذه الأراء من الدعاة والمشايخ انما يتم استدراجهم لهذه الفخاخ ليقعوا في تلك الأخطاء وذلك ربما يكون بهدف الالهاء او التشويش بل قد يصل إلى حد التشويه.

 

وسواء كان هذا أو ذاك فأنه من الضروري بمكان ترفع تلك الرموز المحسوبة على الفكر الديني ومجال الدعوة عن الخوض فيما يشتت أبناء الشعب بل على العكس نبذل قصارى جهدنا للتوحد على ما ينفع الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى