...

الفساد ينهش جسد معشوقة المصريين..أغيثوها

إلي جمال علام وشلته .."انتو مين" ؟

 

كرة القدم بالنسبة للمصريين ليست مجرد رياضة أو منافسة .. وإنما هي مرآة الشعب ومصدر سعادته أو شقاءه ، فهي مثل الأكل والشرب بل تصل إلى المتنفس الحقيقي لرجل الشارع ، فتكاد كل أحاديث المقاهى لا تخلو من محادثات ومناقشات ومباحثات بل ورهانات على نتيجة مباراة هنا أو هناك.

لكن وبكل أسف .. خلال الشهور الأخيرة تحولت هذه الساحرة المستديرة من “نبع بهجة” إلى مصدر خيبة أمل وطاقة سلبية للشعب المصري بعد توالي الهزائم التي مني بها المنتخب المصري ، الذي يعتبر الوعاء الذي تنصهر به جميع الولاءات والتشجيعات فلا أهلاوي يتعصب ولا زملكاوي يتشنج .. فمنافسات المنتخب تحديداً تتمتع بصفة أشبه بالوطن ، ومن هنا ومع توالي الخسائر التي بدأت بالهزيمة مرتين أمام السنغال ثم مرة أمام أثيوبيا ثم هزيمة رابعة هذه المرة أمام منتخب كوريا الجنوبية ما خلف حالة من اليأس والانكسار في نفوس الجماهير.

والملاحظ أنه في كل مرة أو بمعنى أدق مع كل هزيمة يتم صب جرعة الغضب وتنفيس شحنة السخط ضد المدرب ، ما أسفر عن “استهلاك” مدربين ، أحدهما دولي و “كيروش” والآخر محلي هو ايهاب جلال ، خلال 3 شهور .. ثم تفاجأ بمفاوضات سرية لاستعادة كيروش مرة أخرى ، طيب بالذمة ده اسمه كلام ، وهو ما يطرح سؤالا جوهرياً : هل حقاً العيب كله في المدرب واللاعبين .. أم أن هناك حلقة فساد أوسع هي المسئولة عن كل الهزائم والخسائر و”الفضائح” كلمة السر فيها “اتحاد الكرة”.

فبالرغم من جهود الدولة التي لا تخطئها عين فى مجال مكافحة الفساد ، إلا أنه على ما يبدو فإن قطار المكافحة هذا لم يمر من قريب أو بعيد على فاعل أساسي في تلك “المنظومة الخربانة” .. وبالمناسبة هذه الاتهامات والأوصاف ليست من نسيج خيالنا بل هي بمثابة حديث الصباح والمساء بالنسبة لجماهير كرة القدم التي باتت الان تدرك وتعي ، ربما أكثر من أي وقت مضى ، أن هذا الاتحاد بحاجة إلى تطهير من الفساد الذي ينخر فى جسدها الكرة.

فبنظرة فاحصة لأعضاء “اتحاد الكرة” ، المغضوب عليهم ، ستجد بعض الأسماء ما أنزل الله بها من سلطان .. مثلا من هو جمال علام ، بيشتغل ايه ، ما هي موهبته وتاريخه و”كان بيلعب كره فين” طيب بالبلدي كده .. سيبك من لعب الكوره ايه المناصب الإدارية المهمة التي تولاها أو المواهب التي يتقنها حتى يكون احد أعضاء اتحاد الكرة.

أما بالنسبة لحازم امام فهو بكل تأكيد نجم كبير ، لكنه في واقع الحال وحسب التعبير الشعبي الدارج “مش فاضي” فتاريخه يشهد بأنه لاعب فذ .. لكنه رجل ليس له فى الإدارة كما أن كثرة مشاغله فى الاستديوهات و”التنطيط” بين نادى “زد” وغيره وغيره من “سبوبات الرياضة” ، حتى أن البعض يطلق عليه حازم سبوبة لأنه “راشق فى اى حاجه تجيب فلوس” بحسب تعبير جمهور السوشيال ميديا .. هذا طبعا بخلاف عضوية لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ، كما أن الشغل الكتير لحازم يؤثر على تحصيله لـ”قسط كاف” من النوم .. حتى أصبح مشهوراً بأنه “أحسن واحد ينام فى الاجتماعات والمؤتمرات والاستديوهات التحليلية” .. وهذا مما يؤثر على إلمامه السليم بما يحدث فى الاجتماعات التى يحضرها.

وعندما يأتي الحديث عن “بركات” .. فهو أيضاً وبلاشك نجم كبير ، لكن واقع التجربة والأداء أثبت أن خبرته فى الإدارة صفر .. الا إذا احتسبنا إدارته الممتازة لمحل الأسماك الخاص به هو وشريكه سيد معوض فى السيرة الذاتية فى الإدارة لكن الإدارة فى الكرة تختلف بلاشك عن إدارة “محل سمك”.

وإذا ذكرنا باقي أعضاء اتحاد الكرة وهم خالد الدرندلي ومحمد حلمي مشهور وإيهاب الكومي ومحمد ابوالوفا .. فلن يكون من قبيل المبالغة القول أن تاريخهم الرياضي ، ومع كامل التقدير لهم ، لا يعد وثيقة المرور الصحيحة التي تؤهلهم لتشكيل هذا الاتحاد .. وهنا نجد أنفسنا أمام عدة تساؤلات تتعلق بهذا التشكيل غير المتخصص وغير المتناغم بل وغير المتفرغ لقيادة كيان رياضي في غاية الأهمية مثل اتحاد الكرة .. وهنا نقول : هل الدولة لا تستطيع وقف مهزلة اتحاد الكرة بحجه الخوف من قوانين الفيفا .. والإجابة هنا في أغلب الظن ستكون بمنتهى البساطة : مكالمة تليفون هادئة “قدم استقالتك” ، وإذا كان الرد بالرفض فالخطوة التالية تتمثل تقديم بلاغات واتخاذ ما يلزم لحفظ ماء وجه الكرة المصرية.

فما هي الحكمة من ترك الجماهير فى حالة الغضب هذه وهم يرون جمال علام و”صحبته” يجتمعون ، وبدلا من تقديم استقالتهم يقيلوا ايهاب جلال .. وكأنهم يخرجون ألسنتهم للجماهير التى تطالب باستقالتهم .. ونحن ننصحهم أن يتخذوا العبرة من اتحاد الكرة الجزائرى بعد فشله فى الصعود لكأس العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى