...

كواليس شباب امرأة.. صلاح ابو سيف عاش تجربة إمام فى فرنسا.. ورفضته الرقابة لأنه يسيء لمصر

 

 

 

المخرج صلاح ابو سيف قال فى مذكراته انه هو البطل الحقيقي لفيلم شباب امرأة.. مش لأنه المخرج والعمل يحسب له لا لأنه فعلا هو اللى عاش تجربة إمام بلتاجي .. بس مش فى مصر وإنما فى فرنسا.

 

 

وقال أبو سيف فى مذكراته “انتقالي من بولاق إلى باريس كان مشابهًا لانتقال إمام من القرية إلى المدينة… إمام في الحقيقة هو أنا عندما سافرت إلى فرنسا كان مثلي يريد العلم وكان مثلي فقيرًا ساذجًا وعلى نيّاته.. بلا خبرة، ويسهل توريطه، ويسهل استغلال ظروفه، وشبابه، إنه لا يملك سوى البراءة في مواجهة الخداع، ومن ثم اغتصبته المدينة وأفقدته عذريته.

ان فيلم شباب امراة تجربة حية عشتها فى باريس ولكن الطرف الاخر لم يكن يملك سرجة مثل شفاعات بطلة الفيلم .. وانما كانت تملك لوكاندة صغيرة.. كانت التجربة تجربتى والقصة قصتى .. ولكني طلبت من أمين يوسف غراب ان يحولها الى حكاية مصرية”.

 

 

فى اول جلسة للتجهيز للفيلم اتفق صناع الفيلم أننا هنقدم تجربة مختلفة عن التجارب السايدة وقتها .. وبدل ما نقدم نموذج لجبروت الرجل هنقدم نموذج لجبروت الست.. ومن هنا فالصدارة هتكون للمعلمة شفاعات.

 

 

وكان من بين الحاجات اللي وقفوا عندها .. الأحداث تدور فى بنسيون زى ما حصل مع ابو سيف فى فرنسا ولا فى مكان تانى ؟.. وهنا نطت فى دماغ ابو سيف السرجة الموجودة فى حارة قسوات اللى كان عايش فيها.. واللى كان بيروح يقف عندها بالساعات علشان يتفرج على البغل وهما مغمينه وبيدور ويلف ويسأل نفسه هما بيعملوا فيه كده ليه.

 

 

بعد الاتفاق على المكان.. اختلفوا على مصير شفاعات تموت ولا لا بما إن البطلة الاصلية فضلت عايشة؟ فقالوا خلينا فى النهاية اللى ترضى الجمهور ونموت شفاعات .. وقال ابو سيف فى حوار من الحوارات بعد كده ” لو رجع بيا الزمن مش هقتل شفاعات لانى ظلمتها كما ظلمها المجتمع”.

 

 

بعد الاتفاق على كل التفاصيل بدأت مرحلة كتابة الفيلم اللى استمرت لمدة سنة كاملة.. وبعدها دخلنا مرحلة ترشيح الأبطال.

 

 

كان شكري سرحان وتحية كاريوكا هما الخيار الأفضل لصلاح أبو سيف لكن الموزعين قالوا له .. أسهم تحية في النازل، وشكري ميشيلش فيلم، جيب عمر الشريف يعمل دور إمام او رشدي أباظة او احمد رمزي، وزوزو نبيل تعمل دور شفاعات، لكن صلاح أبو سيف رفض وقاله “دول شكلهم ولاد ذوات الناس مش هتصدقهم ..وزوز نبيل لا تصلح للإغراء”.

 

 

فضل كل واحد متمسك برأيه لحد ما ابو سيف لقى الحل فى أنه يجيب مع شكرى وتحية نجمة كبيرة تعمل دور صغير.. وعدل السيناريو من جديد .. وكتب دور سلوى واختار له فاتن حمامة لكنها اعتذرت لان الدور صغير ومش مناسب لها.. وهنا اتدخلت تحية وطلبت من شادية انها تشاركهم الفيلم وبنص اجرها .. ووافقت شادية فورا وبدأ التسويق للفيلم بإسمها رغم انه بعد العرض محدش كان بيجيب سيرتها وكله بيتكلم عن تحية وشكري.

 

 

بعد الاتفاق على الترشيحات اتصل ابو سيف بشكرى وطلب أنه يقابله هو وتحية علشان يتكلم معاهم فى تفاصيل الفيلم الجديد.. يومها شكرى وشه قلب ألوان اول ما عرف القصة.. وكان خايف لان الناس كانت متعودة عليه قبل الفيلم ده فى اللون الرومانسي .

 

 

فضل ابو سيف يحاول معاه وهو رافض.. فقال “خلاص شوفوا حد تانى.. مش هنتحايل عليه “تحية جريت وراه وقالت له “شكرى.. ده دور عمرك وبعد كده هتبقي الأستاذ شكري” فقالها “يعنى ايه يعنى انا مش ممثل؟” فقالت له “مش ممثل .. وفى الفيلم ده هتبقى ممثل”.

 

 

وافق شكري بعد كلام تحية .. ورجعت المناقشات تانى لحد ما شكرى اصطدم بإن ابو سيف عايزة يحلق شعره فقاله “لا مش هحلق هو كده حلو”.. واتعقدت الازمة لحد ما تحية اتدخلت تانى واقنعته.. وحلق وبدأ يرسم تفاصيل الشخصية من شخصيات بلدياته اللى كانوا بينزلوا القاهرة يدرسوا فى الازهر.

 

 

من أكتر المشاكل اللى واجهت ابو سيف وقت التصوير ابتسامة تحية كاريوكا.. وعلشان يدخلها فى مود شفاعات كان بيبعت المساعد بتاعه يجر شكلها بأى طريقة لحد ما تخرج من اوضتها وهى بتنفخ وبتزعق.. فياخد اللقطة.. اما المشاهد الناعمة فكان ابو سيف بيروح لها بنفسه قبل التصوير ويفضل يهزر معاها لحد ما مودها يظبط.

 

 

عندنا كمان مشهد ضرب تحية لحسبو بالقلم .. الدور اللى برع فيه عبدالوارث عسر.. طبعا هى كانت عارفة انه تعبان ومكنتش بترضي تضربه بجد .. فكانت بتضرب بطريقة مش عاجبة ابو سيف لدرجة انه عاد المشهد 15 مرة لحد ما عبدالوارث اتعصب وقالها ” يا بنتي اضربي بقى وخلصيني”..

 

 

لما اتعرض الفيلم حقق نجاح كبير وقالت شادية في حوار لمجلة المصور “الفيلم بالنسبة لى خطوة هامة في حياتي، بالرغم من أنى شاركت فيه في دور هامشى، لأن بطولة الفيلم كانت لصديقتى الحبيبة تحية لكن في هذا الفيلم أخذت قرارا بالتمرد على دور البنت الدلوعة أو الساذجة العبيطة التي تشارك في الأفلام للتسلية”.

 

 

وزى ما حقق الفيلم نجاح كبير.. خلق بين الجمهور حالة جدل كبيرة.. لدرجة ان الجمهور كان بيخرج من العرض وهو بيتخانق لان فريق شايف ان الست مينفعش تقود الرجالة وتتحكم فيهم كده .. وفريق تانى شايف ان شفاعات مظلومة وكانت بتدافع عن نفسها وحبها.

 

 

بعد نجاح الفيلم .. لجنة المهرجانات برئاسة الأديب يحيى حقى رشحته لمهرجان كان السينمائى .. لكن وقتها الرقابة اعترضت بحجة أنه بيسيء إلى سمعة مصر.. واتدخل المخرج يوسف شاهين واعترض على الفيلم فترشح فيلمه “صراع فى الميناء” للمهرجان بدل شباب امرأة.. ولما الموضوع اتعقد وصل تقرير لمكتب رئيس الوزراء بيتهم فيلم شباب امرأة بالاقتباس وأنه قضيته مش هى القضية اللى تمثل مصر فى المهرجان.. لكن ابو سيف رفض أنه يستسلم وفضل يحارب

فى كل الجبهات لحد ما سافر الفيلم كان ومثل مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى