ياسر التلاوي يكتب:الوجه الاخر للعرافة بسمة وهبة
كثيرون لم يتمالكوا أنفسهم مثلي، البعض منهم دخلوا في نوبة بكاء، بكوا من قلبهم مثلها تماما، بكاؤها كان صادقا،بكت بحرقة وأبكتنا جميعا معها، فقط لأنها أم ، وماأدراك ماالأم،وماأدراك بمشاعرها عندما تأتي سيرة أولادها الذين يعيشون بعيدا عنها،ربما تكون المرة الأولى التي نشاهد فيها هذا السيدة القوية الشرسة مع ضيوفها، في لحظة ضعف، أظنها أجمل وأنقى وأرق لحظة ضعف يمر بها الإنسان.
الحكاية أنني شاهدت إحدى حلقات برنامج العرافة الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، ضيف الحلقة كان الفنان محمد فؤاد الذي ضربها في مقتل عندما تحداها في بداية البرنامج وقدم أغنية ، كان يعرف جيدا أنها ستأتي على جرحها، هو يعلم أن أولادها يعيشون بعيدا عنها فبدأ البرنامج بأغنيته طمني عليك التي يقول فيها:
من يوم بعدك وانا قلبى مكسور وحزين
محتار مش عارف الدنيا وخدانى لفين
صعبان على قلبى فراقك
طب هعمل ايه
جوايا حنين علشانك ازاى اداريه
طمنى عليك وقول فين الاقيك
مشتاق لعنيك وبموت من شوقى ليك
وازاى انا أعيش لو مش وياك
مش قادر انساك
ايامى بقيت من غيرك ماليها الويل
بتعذب كل ما ييجى عليا الليل
وبروح على صورتك اخدها ف حضنى وانام
اهى حاجه وبتصبرنى على الايام
هنا لم تسطع بسمة وهبة تمالك نفسها وانهارت من البكاء وغادرت الاستديو ولم تعد إلا بعد أن عاد إليها تماسكها.
وسواء كان ماحدث مرتبا أو جاء بالصدفة، فأنا ،وأعتقد وأغلب المشاهدين كذلك ، صدقنا بسمة وهبة وبكينا معها، وصدقناها أكثر عندما عادت وبثت فيديو تتحدث فيه عن الواقعة وتقول لمحمد فؤاد منك لله يامحمد أنت وكل من تآمر علي.
وحتى إذا كان محمد فؤاد قد تآمر على بسمة وهبة وأظهر الجانب الضعيف فيها، فأنا أشكره على اتاحته هذه اللحظات الإنسانية الشفافة التي أظهرت الجانب الآخر في شخصية بسمة وهبة القوية التي ترعب كل من يواجهها، وأشكر بسمة وهبة على الفيديو الذي بثته، وأعتقد أنها كانت في أقوى لحظات قوتها وليس في أقوى لحظات ضعفها، كانت على قدر كبير من الصدق والشجاعة،التي يفتقدها الكثيرون، كانت الأم التي تفتقد أبناءها وتحتمي بصورهم كلما وحشوها،كما غنى فؤاد في واحدة من أجمل أغانيه وأكثرها شجنا وحنانا.
شكرا لمحمد فؤاد الذي أنزل بسمة وهبة من عليائها، وشكرا لبسمة وهبة الأم الإنسانة التي ،وهي في عز انهيارها وضعفها،كانت في عز قوتها وإنسانيتها.
