...

زكى رستم يكتب: في احتفالية بيت الأزياء العالمية .. حضر العالم كله للأقصر وغابت مصر

بمنتهى الصراحة .. لا أعلم سر حالة الغيبوبة أو (التوهان) التي تصيب البعض وتسبب فى خسائر لا ذنب لبلدنا فيها سوى وجود بعض المسئولين الذين لا يعلمون قدر مصر ولا يقدرون حجم المناصب التي يشغلونها ، والنتيجة المعتادة في كل مرة تفوتنا فرصة ذهبية وتاريخية ولا نملك سوى ضرب كف بكف وترديد الجملة المعتادة (يا خسارة .. لو كنا فعلنا كذا لحققنا فوائد عظيمة).

فمنذ ساعات .. شهدت مدينة الأقصر حدثاً سياحياً مبهراً تتمناه أي دولة في العالم ، فبحضور 500 من أغنى أغنياء العالم وعلى متن 50 طائرة خاصة احتفلت دار الأزياء العالمية “ستيفانو ريتشي” باليوبيل الذهبي لتأسيسها بشكل مميز في مدينة الأقصر، وتحديدًا بمعبد حتشبسوت، وذلك ضمن خطتها للاحتفال الممتد طوال الأسبوع بالمدينة السياحية الشهيرة.
ومن المبهج المحزن ، في آن واحد ، أنه كان من نجوم الضيوف المشاركين المطرب العالمي أندريا بوتشيلي، وابنه المغني الأوبرالي ماتيو، وحضر الحفل عدد كبير من نجوم الفن والإعلام العالميين، ومصمم الأزياء العالمي ستيفانو ريتشي مؤسس دار أزياء ستيفانو ريتشي العالمية، والذي عبر عن سعادته بهذا الحدث قائلا: “إن حصولي على هذا التفويض المميز من المؤسسات المصرية هو مصدر فخر لي، كما أنه يبعث الشعور بالمسؤولية والاحترام والاهتمام تجاه هذه الأماكن المقدسة” .. كل هذا حصل على أرض مصر ونحن لا حس ولا خبر.
فبكل أسف وحسرة ، مر الحدث المبهر في صمت مطبق وكأنها (جوازة في السر) .. فلم نسمع عنها إلا يوم الحدث .. وبطبيعة الحال لم يأخذ هذا الاحتفال أي حق من حقوقه في الترويج السياحي أو الدعاية الإعلامية التي كانت كفيلة باجتذاب عشرات الآلاف من السائحين حول العالم.
وبدون أي اندهاش فوجئنا بأن 350 قناة عالمية شاركت في نقل الحدث ، لكن الفضائيات المصرية كانت مشغولة بمهازل الوقيعة بين الأزواج وتقديم كل ما يغيب وعي المشاهدين ويلهيهم عن حتى الاحتفال بمثل هذه المناسبات المضيئة التي لا تتكرر إلا كل حين .. فهل يا ترى لو كان الحدث يتعلق بالبطة (الفلانية) ولا الراقصة (العلانية) أكيد كنا اهتممنا بها أكثر من هذا الحدث 100 مرة.
وبدون تصيد أخطاء لوزارة السياحة ، بصفتها المسئول الأول عن مهمة جذب السائحين ، فعلى ما يبدو فإن السيد وزير السياحة ربما حقيقة جاء بالصدفة أو تشابه أسماء كما ذكرت احدى الروايات المتداولة ، فقد أثار اسم وزير السياحة والآثار الجديد في مصر، أحمد عيسى، حالة من الجدل والتفاعل بمواقع التواصل الاجتماعي، لتشابهه مع اسم أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة.
فعلى طريقة فيلم “معالي الوزير” للفنان الراحل أحمد زكي، الذي جاء وزيرا على سبيل الصدفة بتشابه اسمه بأحد المرشحين للوزارة .. علق الكثيرون بأن نفس الشيء حدثت مع وزير السياحة الحالي ومما يدعم هذه الرواية رسوب الوزير المشين في أول اختبار عملي ، فهل من المقبول ألا نعلم بهذا الحدث إلا بعد انتهائه.
فهل يعلم (جناب الوزير) أن إقامة عرض أزياء دار “ستيفانو ريتشي” العالمية بالأقصر، وضع المدينة على خريطة الموضة العالمية ، ولفت أنظار كبار مصممي الأزياء، كما أنه يعتبر دعاية مجانية للأقصر، فهناك ما يقرب من 350 قناة متخصصة في الأزياء قد أذاعت الخبر، كما أن هناك 5 شركات عالمية تقدمت بعروض لإقامة عروضها بالأقصر امتثالا لما قام به ستيفانو.
، أن هذا الزخم الذي خلفه العرض يعد بداية مبشرة للموسم الشتوى السياحي، وخاصة أن هذا العرض جاء فى معبد حتشبسوت التى لم تشهد أى احتفالات منذ إقامة أوبرا عايدة به عام 2019، كما أن هناك ما يقرب من 50 طائرة قامت بنقل الحدث الذي حضره عدد من الشخصيات العالمية من أثرياء العالم.
وهل يدري سيادة الوزير أن اختيار دار الأزياء العالمية للاحتفال بيوبيلها الفضي، وسط معابد ملوك وملكات مصر القديمة بحضور مئات الشخصيات الدولية يجعلنا نعتز أكثر وأكثر بحضارتنا العظيمة، ونعمل على التوعية بأهميتها والمردود الاقتصادي الذي يمكن أن تخلفه، بالإضافة إلى أن هذا العرض جذب شريحة جديدة من السائحين إلى الأقصر وهم من ذوي الأعلى إنفاقا بين السائحين.

الخلاصة .. سنكتفي بهذا القدر حول ما ضيعته وزارة السياحة راجين أن تكون “الغلطة الأخيرة” ، ولن نتحدث أكثر من هذا عما أهدرته فضائيات النميمة والتفاهة التي لم تكلف نفسها بارسال ميكروفون (يوحد ربنا) لتغطية الحدث .. وكيف لا وهي تهتم بـ”انتش واجري” و”بطة شيماء” والجري وراء اخبار الراقصات .. ونتمنى أن نلتقي في إشادة بنجاح وليس بكاء على فشل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى