تحت رعاية الرئيس السيسى.. إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية

«مدبولى»: الرئيس يحرص على توطيد دعائم منظومة الملكية الفكرية فى مصر

شارك الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أمس الأربعاء، فى الاحتفالية الكبرى التى أقيمت تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمناسبة إطلاق جمهورية مصر العربية للاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، وذلك بحضور عدد من الوزراء، والمدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ، وكبار المسؤولين ورؤساء الهيئات وأجهزة الدولة، والجهات المعنية، وعدد من السفراء وممثلى البعثات والمنظمات الدولية، ورؤساء الجامعات المصرية.
وخلال مشاركته فى الاحتفالية قام رئيس مجلس الوزراء بالتوقيع على الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، تحت رعاية الجمهورية، إيذانا بالإعلان عن إطلاقها رسميا، كما ألقى كلمة أعرب فيها عن تقديم تحية إعزاز وتقدير للرئيس السيسى، على رعايته الكريمة لهذه الاحتفالية، من منطلق حرصه البالغ على توطيد دعائم منظومة الملكية الفكرية فى جمهورية مصر العربية.
كما رحب الدكتور مصطفى مدبولى بالمشاركين فى فعاليات هذه الاحتفالية، التى تم تنظيمها من أجل إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، مؤكدا أن إطلاق هذه الاستراتيجية يعد الخطوة الأولى من نوعها فى مصر، وتعد انعكاسا حقيقيا لاهتمام الدولة المصرية البالغ بهذا الملف، إيمانا بأهميته، وإدراكا لما تلعبه منظومة الملكية الفكرية من أدوار فى دفع عجلة الاقتصاد المصرى، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى إطار «رؤية مصر 2030»، بمختلف أبعادها الاجتماعية والاقتصادية، وفى ظل حرص الدولة على مواكبة التطور العالمى فى هذا المجال، وإلمامها بالدور المتعاظم لاقتصاد المعرفة والتطور التكنولوجى.
وقال رئيس الوزراء: لقد صدرت توجيهات رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة تتولى صياغة استراتيجية وطنية متكاملة للملكية الفكرية، ومن ثم أصدرت قرارا بتشكيل لجنة برئاسة هيئة مستشارى مجلس الوزراء، وبعضوية ممثلين عن كل الوزارات والجهات المعنية لصياغة الاستراتيجية، معربا عن ثقته الكاملة فى أن جميع الجهات والمؤسسات المعنية فى الدولة لن تدخر جهدا فى الاضطلاع بأدوارها، وتنفيذ المهام المطلوبة منها، سواء من خلال اتخاذ سياسات قطاعية ملائمة تتسق وأهداف ومحاور الاستراتيجية، أو من خلال مباشرة خطط العمل والمشروعات المستهدفة، من أجل تحقيق تلك الأهداف.

وفى ختام كلمته أعلن رئيس مجلس الوزراء عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية، داعيا الله أن يكلل كل الجهود بالنجاح والتوفيق.
وخلال فعاليات الاحتفالية، ألقى عدد من الوزراء كلمات حول ملامح الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، حيث تناول كل من الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، والمستشار عمر مروان، وزير العدل، والدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، دور مصر فى تشجيع أوجه التعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية فى مجالات الملكية الفكرية، والبحث العلمى، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ودعم رواد الأعمال والمبتكرين، والتأثير المباشر لهذا الحدث الكبير المتمثل فى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية فى خطة التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، وكذلك استراتيجية المناخ، كما تم عرض كلمة مسجلة لـ فريد بلحاج، نائب رئيس مجموعة البنك الدولى لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما دارت جلسة نقاشية، خلال فعاليات الاحتفالية، حول أهمية إطلاق جمهورية مصر العربية لهذه الاستراتيجية الوطنية ودورها فى دعم خطط الإصلاح الاقتصادى فى الدولة المصرية، وشارك فى هذه الجلسة الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، و«دارين تانج»، والمدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، والشيخ عمر سيلا، المدير الإقليمى لشمال أفريقيا لمؤسسة التمويل الدولية، والدكتور هشام عزمى، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور حسن البدراوى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا الأسبق، الخبير لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية، والمستشار محمود فوزى، أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وأعقب الجلسة النقاشية كلمة للمدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية.
كما تم خلال الاحتفالية بث فيلم تسجيلى وتناول عرض تقديمى متكامل أعدته هيئة مستشارى مجلس الوزراء أمام المشاركين فى الاحتفالية، والذى سرد مراحل إعداد الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية لجمهورية مصر العربية «2022-2027»، حيث تم استعراض سياق إعداد هذه الاستراتيجية، انطلاقا من توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، المتعلقة بصياغة استراتيجية للملكية الفكرية، والتى أعقبها صدور قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة برئاسة ممثل عن هيئة مستشارى مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن الوزارات والجهات المعنية لصياغة هذه الاستراتيجية.
كما تم خلال العرض التقديمى سرد منهجية إعداد الاستراتيجية، حيث تمت الإشارة إلى أن اللجنة استغرقت 18 شهرا فى إعداد ومراجعة هذه الاستراتيجية خلال الفترة من يونيو 2020 – يونيو 2022، بمشاركة 35 جهة تتألف من 17 وزارة، و18 جهة وهيئة حكومية، وبمعاونة أحد المراكز المتخصصة فى الدراسات الاستراتيجية، كما ساهم فى إعداد الاستراتيجية ثمانية خبراء فى مختلف تخصصات الملكية الفكرية.
وأوضح المستشار أمين مجدى، عضو هيئة مستشارى مجلس الوزراء، رئيس اللجنة المكلفة بإعداد الاستراتيجية، أنه تم الاطلاع على عدد كبير من الاستراتيجيات والدراسات الأجنبية والوطنية المتخصصة فى مجال الملكية الفكرية، بالإضافة إلى دراسات لعدد من المنظمات الدولية حول هذا المجال، فضلا عن دراسات مجموعة نوعية منبثقة عن اللجنة، كما تم الاطلاع على الاتفاقيات والمعاهدات المنضمة إليها مصر، بجانب دور الأطراف ذوى المصلحة بهذا الشأن.
كما تناول العرض المقدم من هيئة مستشارى مجلس الوزراء الموقف الحالى فى جمهورية مصر العربية فى مجال الملكية الفكرية، من حيث البنية المؤسسية، والبيئة التشريعية، والبيانات المحلية، والمؤشرات الدولية، ومن حيث طلبات براءات الاختراع، إضافة إلى الموقف الحالى لطلبات تسجيل العلامات التجارية، وطلبات تسجيل التصاميم والنماذج الصناعية فى مصر مقارنة بعدد من الدول العربية، كما تم استعراض المؤشرات الدولية فيما يتعلق بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية «مؤشر الابتكار العالمى»، والمنتدى الاقتصادى العالمى «مؤشر التنافسية العالمى»، وغرفة التجارة الأمريكية «تقرير المركز الدولى لسياسات الابتكار»، إضافة إلى تناول التحليل الرباعى «نقاط القوة والضعف، والتحديات والفرص».
كما تم خلال العرض التقديمى استعراض أهداف الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، والتى تتضمن حوكمة البنية المؤسسية للملكية الفكرية، وتهيئة البيئة التشريعية للملكية الفكرية، إضافة إلى تفعيل المردود الاقتصادى للملكية الفكرية، وتوعية فئات المجتمع المصرى بالملكية الفكرية، كما تم تناول آليات المتابعة والتقييم ومؤشرات قياس الأداء.
وفى هذا الصدد، أشار رئيس هيئة مستشارى مجلس الوزراء إلى أنه تم التعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ومكاتب الملكية الفكرية المختصة، والشركة المتخصصة فى هذا المجال، من أجل وضع آليات تقييم محددة وقابلة للقياس.

وأعرب دارين تانج، مدير عام المنظمة العالمية الملكية الفكرية، عن سعادته البالغة بإطلاق مصر الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، قائلا: «أشعر بعظيم الفخر أن أرى مصر تقوم بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، حيث بذلت القاهرة مساعى عديدة فى ذلك وأيضا انضم إليها عدد من الدول النامية الأخرى»، مشيرا إلى أن هناك بعض من الدول النامية والأقل نموا أصبحت تنظر إلى حماية الملكية الفكرية كإحدى الأذرع القوية لها.
وأضاف مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية، فى كلمته خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، تحت رعاية الرئيس السيسى، أن المصريين يستطيعون أن ينتقلوا بصناعاتهم عبر الدول والمناطق المختلفة، مؤكدا أن الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية نقلة نوعية وخطوة غير مسبوقة لمصر، داعيا فى الوقت نفسه إلى وضع هذه الاستراتيجية وتنفيذها بما يتسق مع أفكار وطموحات المصريين.
بدوره، قال محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، إن نظام الملكية الفكرية سيسهم فى تعظيم الابتكار، لذا يجب النظر إليها بمنظور أوسع من مجرد الحماية، معلقا: لا بد من استخدام نهج مناسب للملكية الفكرية بهدف الوصول للتنمية المستدامة.
وأضاف وزير التعليم العالى، خلال الاحتفالية، أن استخدام الملكية الفكرية بكفاءة يتطلب الإلمام الكافى بمختلف جوانبه، بما يشمل التسجيل وسياسات تسويق الملكية الفكرية وآليات الشراكة والتفاعل، مؤكدا أن هناك تطورا ملحوظا فى أعداد الأبحاث العلمية، كما أن هناك جهودا قائمة فى وزارة التعليم العالى والبحث العلمى من خلال مشروعات لدعم الابتكار وريادة الأعمال.
ودعا «عاشور»، إلى تعزيز قدرة الأفراد والمؤسسات المختلفة على استخدام الملكية الفكرية للحفاظ على ابتكاراتهم.
واستعرض الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، جهود مصر فى مجال الملكية الفكرية، مشيرا إلى أن مصر متميزة فى هذا المجال منذ القدم، حيث تم اعتماد أول قوانين لحماية العلامات التجارية فى عام 1939، أعقبه قوانين كثيرة لحماية المصنفات الفنية، ثم قانون التسجيل لبراءات الاختراعات، وقرار المؤشرات الجغرافية، معقبا: كل ذلك كان زخما فى حماية الملكية الفكرية، كاشفا عن أن هناك 650 ألف علامة مسجلة.
وأضاف وزير التموين، أن مصر شهدت نقلة نوعية فى تنفيذ سياسات الملكية الفكرية، حيث تعد الملكية الفكرية مناخا داعما لعمليات الاختراع والابتكار وإضافة الخدمات الجديدة، وتزامن هذا مع الثورة التكنولوجية والتحول الرقمى.