...

مين هم ولاد الايه .. اللي بيحضروا حفلات بـ 35 الف جنيه

وسط شدة لهيب الصيف وارتفاع درجة الحرارة ، كان المصريون على موعد مع نار من نوع آخر يتمثل في اشتعال أسعار بورصة حفلات النجوم في الساحل الشمالي .. لدرجة تشعرك وكأنك في كوكب آخر .

فوفقاً لما هو معلن فقد وصلت تذاكر بعض الفنانين إلى 35 ألف جنيه للفرد لدرجة وصل خلالها سعر “الترابيزة” لـ200 ألف جنيه صف أول كما هو الحال في حفلات “الهضبة” عمرو دياب وقد وضع شروطاً خاصة لحضور الحفل من بينها ارتداء الملابس باللون الأبيض .

وبطبيعة الحال لم يقف “تامورة” ، تامر حسني ، موقف المتفرج حيث أقام حفلاً غنائياً وصلت اسعار تذاكره 10 آلاف جنيها .. وكذلك الحال جاءت “حفلة روبي” التي وصلت اسعار تذاكر حفلها 7000 جنيه .

نفس ذات الأسعار المشتعلة تكررت في حفلات حمو بيكا وحسن شاكوش التي تخطت قيمة التذاكر فيها آلاف الجنيهات ، الأمر الذي شجع المغنية آمال ماهر هي الأخرى للإعلان عن حفلها المنتظر يوم الجمعة 29 يوليو .

ومع التسليم بحق المصيفين في الاستمتاع بحضور مثل هذه الحفلات ، وكذلك حق النجوم الكبار في رفع أسعار تذاكر حفلاتهم .. إلا أن ما لا يحتمل السكوت هو مظاهر البذخ الخطيرة تلك وسط طوفان المعاناة التي تعيشها أغلب فئات الشعب المصري .

فبات أمراً طبيعياً أن تلمح آثار الضيق والحنق بين رجل الشارع العادي الذي يعاني الأمرين والذي يكتوي بنار ارتفاع أسعار السلع الغذائية .. وتبذل الدولة والحكومة جهوداً مضنية للتخفيف عن الأعباء التي يتحملها ، لكن كل هذا يضيع أدراج الرياح وسط مشاهد البذخ الخطيرة هذه .

وهو ما يطرح بعض التساؤلات الملحة : لماذا تسكت الدولة على هذه الفوضى الممقوتة ، وكيف يخرج الإعلاميون المشاهير على الجماهير ويطالبونهم بإعلان حالة “التقشف الحاد” ، على طريقة الاكتفاء ببيضة واحدة لا بيضتين ، وقبل كل هذا ما هي مصادر دخل وانفاق هذه الجماهير التي تستطيع دفع كل هذه المبالغ الطائلة لحضور حفل لأحد هؤلاء النجوم ، وهل تحصل الدولة منهم على الضرائب المناسبة التي تستطيع من خلالها دعم السلع والخدمات لتقديمها بأسعار مناسبة للمواطن العادي الذي يتقاضى شهرياً ربما أقل من نصف سعر هذه التذكرة .

حقاً ليس هذا حقداً ولا حسداً .. وانما هي قضية جديرة بالمناقشة ، فلصالح من نثير ضغينة بين فئات المجتمع .. وكيف نتوقع رضا اجتماعي بين ابناء الوطن في ظل هذه المشاهد المتناقضة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى