...

النيابة : المتهم افتتن بنيرة وساعدها في إعداد الأبحاث.. والضحية عاملته في حدود الزمالة

أكدت النيابة العامة في مرافعتها ، أمام محكمة جنايات المنصورة ، في القضية المعروفة إعلاميا بمقتل الطالبة نيرة أشرف على يد زميلها محمد عادل أمام جامعة المنصورة ، أن المتهم افتتن بالمجني عليها وتحرك وجدانه نحوها وظل يتقرب إليها بالابحاث العلمية المطلوبة للفت انتباهها ، والضحية عاملته في حدود الزمالة .

 

 

قال بدر مروان رئيس النيابة بالمكتب الفني للنائب العام ، أنه في ذاتَ يوْمٍ منَ الأيَّامِ تواجَدَتْ نيَّرةُ بِالكليَّةِ، مَعَ صَدِيقاتِهَا وزَميلاتِهَا؛ لِمُتابعَةِ أعمَالِهِمُ الدّراسِيَّةِ، وتَواجَدَ المُتهمُ آنَ ذاكَ ووَقَعَ ناظِرُهُ علَى المَجنيِّ عَليْهَا، وهُنَا تَحرَّكَ وِجدَانُ المُتهمِ عَلَى الفَوْرِ، لقَدِ التَفَتَ لِلمجنيِّ عَليْهَا وافْتَتَنَ بِهَا، وبدَأَتْ نَفسُهُ تُحدّثُه: إنَّهَا فتَاةُ أحَلامِكَ الَّتي تَتمنَّاهَا، لمْ تَكُنْ نيّرةُ وقتَهَا مِمَّنْ تَعامَلَتْ مَعهُ فِي جمْعِ الأبحَاثِ، وهُنَا لمْ يَجِدِ المُتهمُ ما يَجذِبُ بِهِ أنظَارَهَا إليْهِ سِوَى تلكَ الأبحاثِ المَطلُوبَةِ، لقَدْ ظَنَّ فِي ذلكَ السَّبيلَ الأَسرَعَ لِلتقرُّبِ مِنهَا والتَّودّدِ إِليْهَا، فبدَأَ منْ نَفسِهِ إعدادَ الأَبحاثِ لهَا ومُساعدَتِهَا في تَقديمِهَا دونَ طَلَبٍ منْهَا، واقتصَرَتْ عَلاقَتُهُما عندَ حدِّ الزَّمالَةِ ولمْ يَتجاوَزِ الأمْرُ ذَلِكَ.

 

تعامَلَتْ نَيرةُ معَ المُتهمِ بِحُسنِ النّيةِ المَعهودِ بيْنَ الزُّملاءِ، ظلَّتْ بِحُسنِ النيَّةِ تُعاملُهُ، وفِي حُدودِ الزَّمالَةِ تُحدّثُهُ، تَبادَلَتْ معهُ كَلمَاتٍ مَعدودَةً بِمُناسَبَةِ أعمَالِ الدّرَاسَةِ المَطلوبَةِ، إِلَّا أنَّ المُتهمَ بِخيالٍ أنانيٍّ فَاسِدٍ ظنَّ فِي ذَلِكَ ظنًّا خَاطئًا، ظنَّ أنَّهَا تُبادِلُهُ ذَاتَ الشُّعورِ والإعجَابِ، وأوهَمَ نفسَهُ كَذِبًا وبُهتانًا بهَذَا الأمرِ، اعتقَدَ بأنَّ مُجرَّدَ تَبادُلِ الحَديثِ معَهُ هوَ أمْرٌ تَجاوَزَ حَدَّ الزَّمَالَةِ بينَهُمَا، ولمْ يَتوقَّفْ عنْدَ هذَا الحدِّ، بلْ تَمادَى فِي الفِكْرِ واستمرَّ فِي التّقرّبِ والتّوددِ لِنيرةَ الّتي لمْ يكنِ المتهمُ أمامَ ناظِرِهَا منَ الأسَاسِ، ورغْمَ ذلكَ أرادَ المتهمُ أنْ يَمُدَّ يدَ العونِ لهَا في الدّراسَةِ لِيكسِبَ وُدَّهَا ويُحرَّكَ وِجدانَهَا لِتبادَلَهُ ذاتَ الشّعورِ الوَاهِمِ الَّذي أصابَهُ منذُ لقائِهِ الأوّلِ بهَا، وكان هذا الوهمُ نابعًا منْ فَسادِ أخلاقِهِ وسُوءِ طِباعِهِ، أنانيَّةٌ مُفرِطَةٌ، وحُبٌّ شَديدٌ لِلتملّكِ، ومَيلٌ عَنيفٌ لِلاستحواذِ، ورَغبةٌ جَامحَةٌ في فَرْضِ اعتقادِهِ على غَيرِهِ دُونَ مُناقشَةٍ أوْ تَبريرٍ أو مَنطقٍ أو عَقلٍ يَقبلُ ذَلك، ولا صِلةَ لِلأمْرِ باخْتلَالِ عَقلِهِ أو سَلامَةِ إِدراكِهِ، لقدِ استمرَّ المتهمُ على هذَا الحالِ لِسنواتٍ، والمجنيُّ عَليْهَا تَندهِشُ مِن أفعَالِهِ، تَسألُ نَفسَهَا مِن آنٍ لآخَرَ: ما الَّذي صدَرَ مِنِّي حتَّى تَعتقدُ في وُجودِ عَلاقَةٍ بَيننَا؟! يا مُحمّدُ ليْسَ لنَا مُستقبَلٌ نَرسُمُهُ سَويًّا! فَاذهَبْ عنِّي واهْجُرنِي مَليًّا! دعنِي وشَأنِي أسعَى ورَاءَ طُموحٍ أنْشُدُهُ، ولا تُضيِّعْ وَقتِي بِعَلاقَةٍ زائفَةٍ توهَمتَها وحدَكَ ولا تبتَغِي غيرَها.

استطرد ممثل النيابة قائلا .. هذَا كانَ لِسانُ حالِ نيّرةَ مِنْ أفعَالِ المُتهمِ الَّتِي لمْ تَنقطِعْ لِثلاثِ سَنواتٍ مُتتابعَةٍ، فلْنترُكْهَا الآنَ تَسيرُ في دُروبِ حَياتِهَا المختلِفَةِ، ونَعودُ إِلَى الوراءِ قليلًا لِنرَى مَاذا كانَ صَنيعُ المُتهمِ نَحوَهَا خِلالَ تِلكَ السَّنواتِ الثَّلاثِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى