...

مسار العائلة المقدسة فى مصر.. رحلة معاناة ملأت الأرض جمالا وبركة

انطلاقا من توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تعمل الحكومة المصرية على تذليل جميع العقبات أمام المشروع القومى لإحياء مسار العائلة المقدسة، حيث يمثل مسار العائلة المقدسة إضافة هامة للمزارات السياحية خصوصا السياحة الدينية باعتبار أن طريق المسار يعد أحد المقاصد الدينية التاريخية.

محطات في رحلة العائلة المقدسة لمصر | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
وتؤكد الدولة المصرية حرصها على افتتاح مسار العائلة المقدسة بصورة تليق باسم مصر وحضور دولى رفيع المستوى وشخصيات دينية وثقافية وسياسية كبرى بعد استكمال كل مراحل البنية التحتية للمشروع والحفاظ على ما تم إنجازه بكل المحافظات خلال الفترة الماضية، وهو الأمر الذى يجب أن يستمر ويتم وفقًا للتوقيتات المحددة لتنتهى مختلف محافظات الجمهورية فى أقرب وقت من كل الأعمال المحددة بمسارات المشروع المختلفة.
كما أن مسار العائلة المقدسة ليس مجرد مشروع سياحى، ولكنه محور عمرانى متكامل، حيث إن الآثار الإيجابية المتوقعة له تشمل تنمية المجتمعات الفقيرة والمهمشة بطول المسار، وذلك بتوفير فرص العمل المتناهية والصغيرة، بعد أن يتم تدريب الصناع والحرفيين بالمجتمع المحلى على إنتاج السلع السياحية، كما تشمل الفوائد أيضًا دخلاً سياحيًا كبيرًا، وتنمية للمجتمعات العمرانية التى تخدم السكان المحليين، بالإضافة إلى الزائرين حيث ستكون هناك طرق جديدة، فضلا عن تجميل المناطق المحيطة بتلك المواقع بطول مسار رحلة العائلة المقدسة، الذى يمتد إلى 3500 كيلو متر (ذهابا وعودة)، ويشمل تنمية 25 موقعا عمرانيا من شمال سيناء شرق البلاد وحتى مصر الوسطى عند أسيوط.

عميد معهد الدراسات القبطية: زيارة العائلة المقدسة لمصر لم تكن هروبا بل  رسالة - بوابة الشروق - نسخة الموبايل

وقد تم تكليف هيئة التنمية السياحية بالاستمرار فى دراسة الأسلوب الأمثل لوضع البرامج الخاصة بالترويج لنقاط المسار وبحث إنشاء شركة لإدارة المشروع، كما تم الاتفاق على أن يكون جهاز التنسيق الحضارى استشارى عام للمشروع.
واتفقت كل اجهزة الدولة المشاركة فى هذا المشروع الضخم على إعطاء المزيد من الاهتمام بتحسين مخرجات المشروع ليتواكب الافتتاح مع مناسبة دينية هامة خلال الشهور القادمة.

أهمية المشروع

يعتبر هذا المشروع المهم من أهم المشروعات القومية التى تحمل الخير لمصر، ويحظى باهتمام الدولة وكل الجهات المعنية لتنشيط السياحة الدينية، ودعم الاقتصاد المصرى وتوفير فرص عمل وتطوير البنية التحتية. الجدير بالذكر أنه سيتم إنشاء كيان مسئول عن الإشراف على تنفيذ كافة الأعمال المطلوبة لتطوير مسار العائلة المقدسة يضم ممثلين من وزارتى السياحة والآثار والكنيسة ومجلس النواب والإشراف على أعمال الصيانة الدورية لهذه المناطق.
وينقسم المشروع إلى عدة مراحل، وتضم مرحلة التشغيل التجريبى لعدد خمسة مواقع آثرية فى محافظتى القاهرة والبحيرة وهى كنيسة أبوسرجة فى مصر القديمة وكنيسة العذراء فى المعادى وأديرة وادى النطرون الثلاثة (دير السريان – الباراموس – الأنباء بيشوي)، كما تتضمن المرحلة الأولى أديرة جبل الطير والمحرق ودرنكة بمحافظتى المنيا وأسيوط، كما تتضمن المرحلة الثانية باقى محافظات المسار مثل تل بسطا فى الشرقية وسخا بكفر الشيخ وسمنود بالغربية.

الرحلة المقدسة

فى عام 1 قبل الميلاد، ظهر جبرائيل ملاك الرب لعذراء مخطوبة اسمها مريم، ليبشرها بميلاد ابن اسمه يسوع أو عيسى، وبالطبع أدرك الملاك أن خطيبها يوسف النجار سوف تنتابه الشكوك من هذه المسألة فظهر له هو الآخر وطمأنه، وكان من الواضح انشغال السماء بهذا الميلاد، فمع هذين الإثنين ظهرت رؤية لثلاثة ملوك من بلاد فارس وأنبأتهم بالخبر؛ كما ظهر ملاك لأحد أحبار اليهود وبشره بميلاد ابن له يدعى يوحنا المعمدان (النبى يحيي)، وأنبأه بأن تلك ستكون علامة لميلاد يسوع، وكانت التوراة مليئة بنبوءات قديمة تتحدث عن تفاصيل هذا الميلاد، مكانه، عما سيهديه الملوك لهذا المولود، عن رحلته لأرض مصر وكذلك عن جنون الملك الذى سيؤدى إلى هذه الرحلة.

تذكار مجيء السيد... - اسئلة من الكتاب المقدس ومنوعات مسيحية | فيسبوك

وفى العام صفر، صدرت أوامر من أوغسطس قيصر بأنه على كل يهودى التوجه إلى الدائرة التابع لها لكى يتمكن من عمل تعداد للسكان، فاصطحب يوسف النجار خطيبته إلى بيت لحم (حيث تنبأت الكتب القديمة أن الملك سيولد هناك)، ونظرًا لأن الفنادق كانت كاملة العدد اضطرا للبيات فى مذود بقر، وهو ما يعد إشارة لتواضع الملك القادم.
فى طريقهم، مر ملوك الشرق بهيرودس ملك اليهود وسألوه عن مكان ميلاد الملك الطفل؛ فرحب بهم وقدم لهم الطعام والضيافة وقام بواجب الضيافة على أكمل وجه. ولكن اضطرب قلبه خوفًا على عرشه من ذلك المولود الطفل، فجمع كل رؤساء الكهنة وسألهم: «أين يولد ملك اليهود؟» فقالوا له طبقًا للنبوءات القديمة، سيولد الملك الطفل فى بيت لحم. فأوصى ملوك الشرق بأن يعودوا له بعد أن يعثروا على المولود لكى يذهب هو أيضًا ويسجد له مُقدمًا واجب الضيافة. ذهب الملوك لحظيرة البقر وسجدوا مع رعاة الغنم وقدموا هداياهم «ذهبًا»، رمزًا لملكه» و»ألبانًا»، رمزًا لآلامه على الأرض» ليظهر لهم النجم ويرحل بهم بعيدًا عن هيرودس ملك اليهود.
جن جنون هيرودس – الذى يعد واحدًا من أكثر الملوك شرًا فى التاريخ – خوفًا من أن يشب هذا الرضيع ليأخذ ملكه، فأصدر أوامره بذبح كل طفل يبلغ من العمر أقل من عامين؛ ولكن كان الملاك قد ظهر ليوسف النجار فى الحلم وأخبره بأن يأخذ الطفل ومريم إلى مصر، قائلاً: خذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه، فقام وأخذ الصبى وأمه ليلا وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس، بهذه الكلمات تحدث الإنجيل عن رحلة السيد المسيح والسيدة مريم العذراء إلى مصر، التى سطّرت صفحة جديدة فى تاريخها واستغرقت زيارة العائلة المقدسة فى مصر 3 سنوات، وقد رصد البابا «ثاؤفيلس» البطريرك رقم 23 فى كرسى الكرازة المرقسية بمصر فى الفترة ما بين 385-412م وفقًا لمخطوطة « الميمر» (وهى كلمة سيريانية تعنى السيرة)، أهم المحطات الرئيسية فى رحلة العائلة المقدسة، بداية من «الفرما» والتى كانت تعرف بـ»البيليزيوم»، وهى المدينة الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد حاليًا، حتى جبل قسقام بمحافظة أسيوط فى صعيد مصر، حيث رجعا مرة أخرى إلى فلسطين بعد وفاة الملك هيرودس.
وبشكل أكثر تفصيلا يحدثنا أشعياء النبى فى سفره الإنجيلى عن هذه الرحلة المقدسة فيقول: «هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها وهذا ما حدث فعندما كان السيد المسيح يدخل أى مدينة فى مصر، كانت الأوثان تسقط فى المعابد وتنكسر، فيخاف الناس من هذا الحدث غير المألوف ويرتعبون».

احتفالية مصرية لإحياء مسار العائلة المقدسة | صحيفة الخليج
وكان دخول السيد المسيح أرض مصر بركة كبيرة لأرضها وشعبها، فبسببها قال الرب «مبارك شعبى مصر» (أش 19: 25)، وبسببها تمت نبوءة أشعياء القائلة: «.. يكون مذبحا للرب فى وسط أرض مصر فهو مذبح كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدير المحرق العامر، حيث مكثت العائلة المقدسة فى هذا المكان أكثر من ستة شهور كاملة، وسطح المذبح هو الحجر الذى كان ينام عليه المخلص الطفل.
ويقع دير المحرق فى منتصف أرض مصر تمامًا من جميع الاتجاهات، كما كثرت فى أرض مصر وعلى امتدادها الكنائس، خصوصًا فى الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة وباركتها.
مسار الرحلة:
سارت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق (الفلوسيات) غرب العريش بـ ٣٧ كم، ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهه الفرما (بلوزيوم) الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد.
ودخلت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا (بسطة) بالقرب من مدينه الزقازيق بمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالى ١٠٠ كم من الشمال الشرقى وفيها انبع السيد المسيح عين ماء وكانت المدينة مليئة بالأوثان وعند دخول العائلة المقدسة المدينة سقطت الأوثان على الأرض فأساء اهلها معاملة العائلة المقدسة فتركت العائلة المقدسة تلك المدينة وتوجهت نحو الجنوب.
تم غادرت العائلة مدينه تل بسطا (بسطة) متجهه نحو الجنوب حتى وصلت بلدة مسطرد – المحمة وتبعد عن مدينه القاهرة بحوالى ١٠ كم تقريبًا.وكلمة المحمة معناها مكان الاستحمام وسميت كذلك لأن العذراء مريم أحمت هناك السيد المسيح وغسلت ملابسه وفى عودة العائلة المقدسة مرت أيضًا على مسطرد وانبع السيد المسيح، له المجد، نبع ماء لا يزال موجودًا إلى اليوم.
ومن مسطرد انتقلت شمالاً إلى بلبيس (فيلبس) مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهرة حوالى ٥٥ كم تقريبًا.واستظلت العائلة المقدسة عند شجرة عرفت باسم شجرة العذراء مريم ومرت العائلة المقدسة على بلبيس ايضًا فى رجوعها.

مسار العائلة المقدسة في مصر.. من الفرما إلى أسيوط
ومن بلبيس رحلت العائلة شمالاً بغرب إلى بلدة منية سمنود – منية جناح مــن منيـة سمنود عبـرت العــائلة المقـدسـة نهـر النيــل إلى مـدينة سمنـود (جمنوتى – ذبة نثر) داخـل الدلتا واستقبلهم شعبها استقبـالاً حسنًا فباركهـم السيد المسيح لـه المجـد ويوجد بها ماجور كبير من حجر الجرانيت يقال ان السيدة العذراء عجنت به أثناء وجودها ويوجد أيضًا بئر ماء باركه السيد بنفسه ومن مدينة سمنود رحلت العـائلة المقدسة شمالاً بغــرب إلى منطقة البرلس حتى وصلت مدينة (سخا – خـاست – بيخـا ايسوس) حاليًا فى محافظة كفــر الشيخ.وقد ظهر قدم السيد المسيح على حجر ومنه أخذت المدينة اسمها بالقبطية وقد أخفى هذا الحجر زمنًا طويلاً خوفًا من سرقته فى بعض العصور واكتشف هذا الحجر ثانية من حوالى ١٣ عاما فقط.
واذا كانت العائلة المقدسة قد سلكت الطريق الطبيعى أثناء سيرها من ناحية سمنود إلى مدينة سخا فلا بد أنها تكون قد مرت على كثير من البلاد التابعة لمحافظة الغربية وكفر الشيخ ويقول البعض إنها عبرت فى طريقها فى برارى بلقاس.ومن مدينة سخا عبرت نهر النيل (فرع رشيد) إلى غرب الدلتا وتحركت جنوبًا إلى وادى النطرون (الاسقيط) وقد بارك السيد المسيح وامه العذراء هذا المكان.
ومن وادى النطرون ارتحلت جنوبًا ناحية مدينة القاهرة وعبرت نهر النيل إلى الناحية الشرقية متجهه ناحية المطرية وعين شمس. ومنطقة المطرية وهى بالقرب من عين شمس (هليوبوليس – اون) وتبعد عن مدينة القاهرة بحوالى ١٠ كم وفى هذا الزمان كانت عين شمس يسكنها عدد كبير من اليهود وكان لهم معبد يسمى بمعبد أونياس. وفى المطرية استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف إلى اليوم بشجرة مريم. وانبع الرب يسوع عين ماء وشرب منه وباركه ثم غسلت فيه السيدة العذراء ملابس الطفل يسوع وصبت الماء على الارض فنبت فى تلك البقعة نبات عطرى ذو رائحة جميلة هو المعروف بنبات البلسم او البلسان يضيفونه إلى أنواع العطور والأطياب التى يصنع منها الميرون المقدس.ومن منطقة المطرية وعين شمس سارت العائلة المقدسة متجهه ناحية مصر القديمة وارتاحت العائلة المقدسة لفترة بالزيتون وهى فى طريقها لمصر القديمة.
ومرت وهى فى طريقها من الزيتون إلى مصر القديمة على المنطقة الكائن بها حاليًا كنيسة السيدة العذراء الأثرية بحارة زويلة وكذلك على العزباوية بكلوت بك.
ووصلت العائلة المقدسة إلى مصر القديمة وتعتبر منطقة مصر القديمة من اهم المناطق والمحطات التى حلت بها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى أرض مصر ويوجد بها العديد من الكنائس والاديرة. وقد تباركت هذه المنطقة بوجود العائلة المقدسة ولم تستطع العائلة المقدسة البقاء فيها الا ايامًا قلائل نظرًا لتحطم الاوثان فأثار ذلك سخط والى الفسطاط فأراد قتل الصبى يسوع. وكنيسه القديس سرجيوس (ابو سرجه) بها الكهف (المغارة) التى لجأت اليه العائلة المقدسة وتعتبر من اهم معالم العائلة المقدسة بمصر القديمة.وارتحلت العائلة المقدسة من منطقة مصر القديمة متجهه ناحية الجنوب حيث وصلت إلى منطقة المعادى إحدى ضواحى منف – عاصمة مصر القديمة.
وقد أقلعت فى مركب شراعى فى النيل متجهة نحو الجنوب بلاد الصعيد من البقعة المقام عليها الآن كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالعدوية لأن منها عبرت (عدت) العائلة المقدسة إلى النيل فى رحلتها إلى الصعيد ومنها جاء اسم المعادى ولايزال السلم الحجرى الذى نزلت عليه العائلة المقدسة إلى ضفة النيل موجودًا وله مزار يفتح من فناء الكنيسة.
ومن الأحداث العجيبة التى حدثت عند هذه الكنيسة أنه فى يوم الجمعة الموافق ١٢ مارس ١٩٧٦ م وجد الكتاب المقدس مفتوحًا على سفر أشعياء النبى الاصحاح (١٩- ٢٥) مبارك شعبى مصر طافيًا على سطح الماء فى المنطقة المواجهة للكنيسة من مياه النيل.وبعد ذلك وصلت العائلة المقدسة قرية دير الجرنوس (أرجانوس) على مسافة ١٠ كم غرب أشنين النصارى – مركز مغاغة.
وبجوار الحائط الغربى لكنيسة السيدة العذراء توجد بئر عميقة يقول التقليد ان العائلة المقدسة شربت منها.مرت العائلة المقدسة على بقعة تسمى اباى ايسوس (بيت يسوع) شرقى البهسنا ومكانه الآن قرية صندفا (بنى مزار) وقرية البهنسا الحالية تقع على مسافة ١٧ كم غرب بنى مزار.
ورحلت العائلة من بلدة البهنسا ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق حيث يقع الآن دير السيدة العذراء بجبل الطير (أكورس) شرق سمالوط ويقع هذا الدير جنوب معدية بنى خالد بحوالى ٢ كم حيث استقرت العائلة بالمغارة الموجودة بالكنيسة الأثرية. ويعرف بجبل الطير لأن الوفًا من طير البوقيرس تجتمع فيه. ويسمى أيضًا بجبل الكف حيث يذكر التقليد القبطى أن العائلة المقدسة وهى بجوار الجبل – كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم فمد الرب يسوع يده ومنع الصخرة من السقوط فامتنعت وانطبعت كفه على الصخر.
وفى الطريق مرت على شجرة لبخ عالية (شجرة غار) على مسافة ٢ كم جنوب جبل الطير بجوار الطريق المجاور للنيل، والجبل الواصل من جبل الطير إلى نزلة عبيد إلى كوبرى المنيا الجديد ويقال إن هذه الشجرة سجدت للسيد المسيح له المجد وتجد أن جميع فروعها هابطة باتجاه الارض ثم صاعدة ثانيه بالأوراق الخضراء ويطلق عليها شجرة العابد.
وتغادر العائلة المقدسة من منطقة جبل الطير وعبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية واتجهت نحو الأشمونيين (أشمون الثانية) وحدثت فى هذه البلدة كثير من العجائب وسقطت أوثانها وباركت العائلة المقدسة الأشمونيين.
وارتحلت العائلة المقدسة من الأشمونيين واتجهت جنوبًا حوالى ٢٠ كم ناحية ديروط الشريف فيليس.ثم تغادر من ديروط الشريف إلى قرية قسقام (قوست قوصيا) حيث سقط الصنم معبودهم وتحطم فطردهم اهلها خارج المدينة واصبحت هذه المدينة خرابًا.

شهدت 4 معجزات..الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى رحلة العائلة المقدسة من بيت  لحم إلي أم الدنيا | صوت الأمة
وتهرب العائلة المقدسة من قرية قسقام وتتجه نحو بلدة مير ميره تقع على بعد ٧ كم غرب القوصية وقد أكرم اهل مير العائلة المقدسة أثناء وجودها بالبلدة وباركهم الرب يسوع والسيدة العذراء.
ومن مير ارتحلت إلى جبل قسقام حيث يوجد الآن دير المحرق ومنطقة الدير المحرق هذه من أهم المحطات التى استقرت فيها العائلة المقدسة حتى سمى المكان بيت لحم الثاني. يقع هذا الدير فى سفح الجبل الغربى المعروف بجبل قسقام نسبة إلى المدينة التى خربت ويبعد نحو ١٢ كم غرب بلدة القوصية التابعة لمحافظة اسيوط على بعد ٣٢٧ كم جنوبى القاهرة. مكثت العائلة المقدسة نحو سته اشهر وعشرة ايام فى المغارة التى أصبحت فيما بعد هيكلاً لكنيسة السيدة العذراء الأثرية فى الجهة الغربية من الدير ومذبح هذه الكنيسة حجر كبير كان يجلس عليه السيد المسيح. وفى هذا الدير ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم قائلا قم وخذ الصبى وأمه واذهب أرض اسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى.
وفى طريق العودة سلكوا طريقًا أخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط المعروف بجبل درنكة وباركته العائلة المقدسة حيث بنى دير باسم السيدة العذراء يقع على مسافة ٨ كم جنوب غرب أسيوط. ثم وصلوا إلى مصر القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها إلى سيناء ثم فلسطين حيث سكن القديس يوسف والعائلة المقدسة فى قرية الناصرة بالجليل.
وهكذا انتهت رحلة المعاناة التى استمرت أكثر من ثلاث سنوات ذهابًا وايابًا قطعوا فيها مسافة أكثر من ألفى كيلو متر ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة إلى جوار السفن أحيانا فى النيل وبذلك قطعوا معظم الطريق مشيًا على الأقدام محتملين تعب المشى وحر الصيف وبرد الشتاء والجوع والعطش والمطاردة فى كل مكان فكانت رحلة شاقة بكل معنى الكملة تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف بفرح لأجلنا.

مصر واحة الأمن ومهد الأديان

عُرفت مصر منذ فجر التاريخ بأنها واحة الأمن والأمان وموطن الحضارات ومهد الأديان. وخير مثال على ذلك احتضانها لكثير من أنبياء العهد القديم؛ ومن بينهم إبراهيم، ويعقوب، والنبى موسى -الذى تهذب بحكمة المصريين-، ويوسف الصديق – الذى جاء إلى مصر أيام فرعون حتى أصبح وزيرًا_؛ بل نجد أكبر مثالاً على أن مصر خطاها الأنبياء والقديسون هو رحلة العائلة المقدسة، وقد سارت العائلة المقدسة فى البلاد من أقصاها إلى أقصاها لتباركها، ولكى تحطم الوثنية بأصنامها وتغرس غرسًا روحيًا مباركًا يدوم مع الزمن.احتمت العائلة المقدسة فى حضن مصر وباركت أرضها. فقد نشرت جامعة كولون بألمانيا لأول مرة بردية أثرية ترجع إلى القرن الرابع الميلادى تتحدث عن فترة وجود السيد المسيح والعائلة المقدسة فى مصر؛ مؤكدة أن طفولة السيد المسيح استمرت ثلاث سنوات وأحد عشر شهرًا. وقد كُتبت البردية باللهجة القبطية الفيومية، وتؤكد أحد المصادر المهمة أن البردية تؤكد أن البركة قد حلت بمصر وأن شهر بشنس هو أكثر شهور السنة بركة؛ لذا نجد الكنيسة القبطية تحتفل فى اليوم الرابع والعشرين منه_ والذى يوافق 1 يونيو_ من كل عام بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر.
وفى أثناء هروب العائلة المقدسة من بلدة إلى أخري، كان يؤمن بعض المصريين بيسوع ولكنه كان يجد الكره والعداوة من بعضهم الآخر ومن كهنة الأوثان وخدامها لفقدهم أرزاقهم؛ فحلت على الأولين بركته وحلت على الآخرين هيبته. وكما تحطم تمثال داجون أمام تابوت العهد المقدس سقطت التماثيل عند مجيء يسوع، فلم تقو على مواجهة حضوره.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى