وثقت حلقات مسلسل “الاختيار 3″، الذى كان يُعرض على فضائية ON- E، حالة الأزمة والصراع التى عانت منها البلاد على مدار عام من حكم الجماعة الإرهابية.
وأوضحت المشاهد الموثقة فى ثنايا المسلسل، الملامح التى كان يسير عليها الجناح المسلح للجماعة الإرهابية، بالإضافة إلى جهاز استخبارات الإخوان، الذى استخدمه التنظيم للتجسس، ليس فقط على الخصوم السياسيين، بل أيضا أتباعهم.
جماعة الإخوان الإرهابية
ودخلت جماعة الإخوان الإرهابية فى حالة من الهياج والسعار خصوصا مع بدء انطلاق المسلسل، حيث إنه استمر فى فضحهم وكشف ألاعيبهم فى تضليل الجمهور وتصدير وعيا زائفا على غير الحقيقة التى يقومون بها.
وسلط المسلسل الضوء على أخطر رجل فى جماعة الإخوان الإرهابية، المجرم خيرت الشاطر ووصفته بـ “شيطان الجماعة” والعقل المدبر لكل العمليات الإرهابية، فالمسلسل، وثق أحداث حقيقية عاشتها مصر فى أسوأ فترة فى تاريخها خلال عام حكم الجماعة الإرهابية، لفت المسلسل إلى أن ثورة 30 يونيو كانت بوابة التغيير الحقيقى للدولة المصرية.
منذ عشرات السنين حتى يومنا هذا لعب الإعلام والفن أدوارا مهمة فى التعبير عن المجتمع وأحداثه سواء الاجتماعية منها أو الاقتصادية والسياسية.
وكان الفن تحديدا شقه الدرامى مرآة تعكس واقع المجتمع بكل ما يعتريه من أحداث وتطورات على الصعد كافة، وفى هذا المجال دائما كانت الدراما التليفزيونية قوة ناعمة تسهم فى تشكيل الوعى عبر بث رسائل سياسية لا تخطئها ذائقة المشاهد.
وجاء الجزء الثالث بحقائق مدوية عبر تضمين المسلسل تسجيلات بالصوت والصورة تمثل شهادة دامغة على دور “الإخوان” فى التوترات الأمنية، التى شهدتها مصر فى تلك السنوات الصعبة، وكيف أن هذه الجماعة الإرهابية فطرت على العنف منذ تأسيسها قبل 94 عاما.
فيكفى الاستماع إلى كلام الرئيس الأسبق محمد مرسى عشية الانتخابات الرئاسية وتهديده بأن البلاد ستشهد أحداث عنف حال جرى التلاعب -من وجهة نظره- بنتائج الانتخابات الرئاسية، إذ حاول كما رأينا جميعا فى تلك المشاهد المسربة الإيحاء بأن تلك الأحداث ستكون عفوية وغير مخطط لها، ليرد عليه المشير حسين طنطاوى مثبتا له أن هناك تخطيطا بالفوضى وأن الجيش لديه معلومات تثبت ذلك.
تسريبات الجماعة الإرهابية
أكمل عرض رؤيته، لكن تسريبا لخيرت الشاطر، القيادى البارز فى الجماعة الإرهابية، كشف أن القيادى الإخوانى عبد المجيد الشاذلى أرسل انتحاريين وإرهابيين إلى مصر ليكونوا جاهزين عند الحاجة إليهم، وهو دليل لا يرقى إليه الشك بضلوع الإخوان فى كل الأحداث الدموية، التى وقعت فى أعقاب ثورة 30 يونيو الشعبية، التى أنهت حكم الإخوان.
هذه التسريبات تعد توثيقا لجرائم الإخوان فى فترة حكمهم مصر، قبل أن يلفظهم المصريون جميعا فى 30 يونيو، ضاربين بتمكين الجماعة من مفاصل الدولة المصرية عرض الحائط.. تسريبات “الاختيار” تفضح ما فى صدور الإخوان من غل تجاه الجميع، فيما لا تزال الجماعة تعتمد على الإرهاب المعنوى عبر الذباب الإلكترونى، الذى يديره إعلامها، الذى عليه أن يدرك أنه انكشف أمام العالم وخسر معركة الوعى، كما خسر معركة الوطن، الذى لم تؤمن به الجماعة يوما.
