...

باشا الفن .. ترك حياة القصور من أجل العمل مشخصاتى

 

 

فى يوم ٥ مارس سنة ١٩٠٣ ولد زكي رستم .. لعائلة من اصحاب الحسب والنسب.. وكبر وتربي فى قصر يضم حوالي 50 حجرة .. ويعج بالخدم والطباخين والسفرجية والمربيات المصريات والأجنبيات.

والد زكي هو .. محرم بك رستم .. كان عضو بارز فى الحزب الوطنى.. وصديقا مقربا لمصطفى كامل ومحمد فريد.. وطبعا بحكم شغله وعلاقاته كان عايز ابنه يدخل كلية الحقوق.. لكن زكى اتمرد وقال لا .. واختار طريق التمثيل.

بداية تعلق زكي بالتمثيل زى ما بيحكي بدأت فى المرحلة الابتدائية لما اتعود هو وابن خالته ـاللى كان بيدرس الطب وكان من هواة المسرح ـ انه يروح يتفرج على عروض الاستاذ جورج ابيض كل يوم جمعة.

من كتر العروض اللى شافها بدأ زكي يتعلق بالتمثيل وبعد شوية حس أنه عايز يبقى واحد من العالم ده .. استنى زكي لما كبر شوية وبقى فى التوجيهية وبدأ يدور إزاى يحقق الحلم ده .. فبقي يتصل بهواة التمثيل ويروح الاماكن اللى بيترددوا عليها.. لحد ما اتعرف على عبدالوارث عسر.. وعمر وصفي.. وعبدالرحمن رشدي اللى اول ما شافه قاله “روح يا شاطر ركز فى مذاكرتك الاول”.. فزكي قاله “أنا مركز فعلا فى مذاكرتى ومش ناوى اسيبها عشان الفن.. انا بس عايز امثل و اشغل وقت فراغي”.

اتبسط عبدالرحمن رشدي من الرد.. فوجه لزكي الدعوة علشان يزوره فى مسرحه.. ووقتها كان بيقدم مسرحية “الموت المدني”.. لما زكي راح كان فى قمة السعادة ان فنان كبير زى عبدالرحمن رشدي يستقبله فى مسرحه.

كمل زكي دراسته لحد ما خلص توجيهية ووقتها حس انه خلاص مش قادر يتأخر يوم واحد عن المسرح.. وبقى مالوش نفس للمذاكرة ولا المدرسة ولا الدراسة فراح لعبد الوارث عسر وقاله “انا عايز انضم معاكو لجمعية انصار التمثيل”.. عبدالوارث خده من ايديه وقدمه لاعضاء الجمعية فبصوا له وقالوا “وده يعرف ايه عن التمثيل؟” فقال لهم “واحنا يعنى كنا نعرف ايه.. نديله فرصة زى ما غيرنا ادالنا الفرصة”.

فى الوقت ده كانت الجمعية بتعمل مسرحية اسمها “العبرة”.. فادوله دور صغير ميعديش 5 دقايق .. وكانت دى اول مرة يقف فيها زكي رستم على المسرح… وزادت سعادة زكي اضعاف لما فى يوم عرف ان سعد باشا زغلول هيحضر العرض..

فى الوقت ده العيلة بدأت تهدد زكي بالطرد لو مارجعش عن اللى بيعمله ..و جابته أمه وخيرته بين أنه يدرس الحقوق ويبقى محامى قد الدنيا يشرف العيلة أو يبقى مشخصاتى يجيب العار للعيلة كلها.. طبعا هو اختار التانية.. وكانت النتيجة أن أمه طردته من السرايا وقالت له روح لا انت ابنى ولا انا اعرفك.. وبعدها اصبت بالشلل..

خرج زكى رستم المغضوب عليه من بيت الحسب والنسب للشارع يجرب التمثيل ويتنقل من فرقة لفرقة وكان بيتشغل من غير اجر.. لحد ما جه فى يوم وهو قاعد على القهوة ولقى واحد بيحط ايديه على كتفه.. بيلف يشوف مين.. لقى يوسف وهبي.. بيعرض عليه الشغل فى فرقة رمسيس اللى كونها من سنتين.. طبعا زكي فرح ووافق فورا .. وبرضه قاله هتشغل من غير اجر.. لكن بعد فترة يوسف بك بعت له وقاله “أنا مش هقدر اشغلك ولا اديلك ادوار مهمة الا لما تمضى عقد وتلتزم معايا”.. وهنا مضى زكي رستم اول عقد فى حياته وكان بـ 5 جنيه فى الشهر .

بعد فترة من الشغل فى المسرح قرر محمد كريم مع يوسف وهبي أنهم يعملوا فيلم “زينب” 1930 وكان صامت.. واختاروا زكي يلعب دور فيه بنفس أجره فى المسرح.. ووقتها قال ان زمايله كانوا بيتريقوا عليه هو وكل اللى فى الفيلم لانهم كانوا بيحركوا شفايفهم بس بالحوار المكتوب بينما فى المسرح يصولوا ويجولوا بالكلمات الرنانة اللى تهز المسرح..

لكن زكي رمى كل الكلام ده ورا ضهره.. لانه كان مركز فى جملة واحدة بس وعايز يحولها الى حقيقة فى يوم من الايام .. وهي جملة جورج ابيض اللى قاله “هتبقى ممثل عظيم بس ركز واتدرب كويس”.. وده اللى حصل فعلا

بعدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى