كذبة إبريل ..تعرف عليها
روان أنور
ارتبط شهر إبريل لدى عديدين بـ”كذبة إبريل”، التي يطلقها البعض مازحين احتفالًا ببداية شهر إبريل، حتى أنها أصبحت سمة من سمات شهر إبريل، والذي يحتفل البعض به من خلال إلقاء بعض الأكاذيب المازحة تحت دعوى أنها “كذبة إبريل”، وذلك من خلال نشر أخبار مزيفة، وطرائف لا تصدق، أوحكايات مثيرة للضحك في كثير من الأوقات، بل وأن البعض يستخدمها كوسيلة لتبرير بعض الأكاذيب التي يطلقها خلال الشهر.
ورغم شهرة “كذبة إبريل”، عالميًا على مدار قرون إلا أن كثيرين اختلفوا حول تاريخ بداية الاحتفال بأول إبريل من خلال إلقاء الأكاذيب، إلا أن البعض حدد القرن التاسع عشر كبداية لذلك الاحتفال الغريب الذي تبناه الأوربيون؛ إلا أن البعض الآخر استند إلى مجموعة قصصية وشعرية في القرن الرابع عشر اعتبروها شهادة ميلاد تلك الفكرة، حيث أن “جيفري تشوسر”، الشاعر الانجليزي أدرج في مجموعته القصصية قصصًا تجمع بين تاريخ الأول من إبريل والأكاذيب، ما يشير إلى قدم هذه المناسبة.
بينما رصد أندريا ليفسي المؤرخ بجامعة بريستول، أن أول تسجيل رصد للاحتفال بكذبة أبريل كان في فرنسا وهولندا في القرن السادس عشر؛ وذهبت بعض الآراء إلى أن أصل اليوم جاء بسبب احتفال العديد من دول أوروبا بمطلع العام في الأول من إبريل، على إثر ما اتبعته فرنسا، حيث أنها كانت الدولة الأولى التي اتبعت ذلك الاحتفال بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564.
ورغم أن البعض يتخذ الأمر على سبيل المزاح وليس إلا خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، لجذب حالة من التفاعل، إلا أن دار الإفتار سبق وأن أصدرت بيانًا أكدت خلاله حرمانية الكذب حتى ولو على سبيل الهزار، وأن الكذب متفق على حرمته، ولو حتى على سبيل الهزار والمزاح؛ ووصف الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، “كذبة إبريل”، بأنها إن بدعة منكرة، واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب صديقا، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابا .. ويقال: الصدق منجاة ولو اعتقد فيه هلاكك، والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك”.