عمرو خالد..الملحد تجده باستمرار تعبان، لأنه يعتمد على عقله فقط

 

 

فسّر د.عمرو خالد، الداعية الإسلامي، سبب خلق الإنسان وسر وجوده في الحياة، ردًا على السؤال الذي قد يشغل جزءًا من تفكير بعض الشباب في مرحلة المراهقة، ويصيبه بالحيرة في محاولة للإجابة عليه، وهو: لماذا نعيش هذه الحياة، وما هو سبب وجودنا فيها؟، ولماذا خلقنا الله لنعيش في هذه الدوامة؟ حيث أوضح خالد في الحلقة الخامسة من برنامج “الفخ” ردا على سؤال أحد الشباب: إيه لازمة وجودنا في الحياة، وربنا خلقنا ليه؟”؛ قائلًا: “السؤال غير منطقي فلا يستساغ سؤال مبدع عن إبداعه، فمثلًا لا يستقيم أن نسأل فنانًا أبدع لوحة فنية مميزة، ونقول لماذا أبدعت؟”.

أضاف: ومما لا شك فيه أن الإنسان أعظم إبداعات الله فلا يستقيم أن نقول لماذا أبدع الله هذا الإنسان؟، فالإنسان أجمل، وأحلى المخلوقات؛ حتى من السماوات والأرض، ثانيًا : الخالق يفعل ما يشاء، قال الله: (لا يُسأل عما يفعل، وهم يُسئلون)، وكل أحد عليه دور يؤديه؛ فالمخلوق عليه الالتزام بدوره باعتباره مخلوقاً، وليس خالقَا”.

تابع خالد في سياق رده: مثلًا اختراع كرة القدم ووضع قواعدها كان من قبل الإنجليز، فلا يمكن لأحد أن يُعدِّل تلك القواعد وفق رؤيته، لأنه ليس خالق هذه الفكرة، والخالق هو من يضع نظام المخلوق، ثم سبب خلق الله لنا هو عمارة الأرض، وتسخيره لنا، وفعل الخير، ثم الجزاء يكون الجنة بحياة مخلدة، حتى إن الإنسان أفضل من الملائكة لأنه مخيَّر بينما الملائكة مسيَّرُون يُطيعون الله، ولا يملكون عصيانه”.

أشار خالد أن الإنسان أفضل مخلوقات الله، والمؤمن من هذا الإنسان يستسلم لعلَّة الخلق، نحو عمارة الأرض، وفعل الخير؛ أملًا في دخول الجنة، بينما غير المؤمنين لا يملكون إجابة لهذا السؤال وهذا موطن يضرب فكر الملحدين؛ فالملحد دائمًا تجده مريضًا، مكتئبًا، لأنه لا يملك إجابة على أسئلته، والسر في أن الإجابة تكمن في هداية العقل والقلب معًا، وليس العقل فقط”.

روى عمرو خالد تفاصيل حوار دار بينه بينه وبين فتاة ملحدة، قائلًا: “ناظرت فتاة برازيلية ملحدة، كانت لا تؤمن أن للكون خالقًا هو الإله المستحق للعبادة؛ فقلت لها خاطبي الخالق لتصلي إلى إجابات على كل ما يدور برأسك من أسئلة، فقالت: كيف؛ وأنا غير مؤمنة بوجود إله خالق؟! فقلت: اجلسي أمام الطبيعة والمناظر الخلابة، وخاطبي الله، وستصلين إلى الحقيقة؛ فحدّثتني بعدها وقالت: فعلتُ هذا وتوصلت إلى أن خالق المناظر الخلابة هي الطبيعة، فقلت لها: أنت تزعمين أن الطبيعة هي سبب وجود الكون، والمخلوقات، فأنت تستخدمين كلمة الطبيعة بديلًا عن الله الخالق لأنك لا تريدين تكليفات عن الحلال والحرام وضعها الله خالق الكون في الدين الذي ينظم الحياة على هذه الأرض”.

ومضى خالد قائلًا: “راسلتني هذه الفتاة بعدها، وقالت: “نعم بعد تفكير أيقنت أن الطبيعة لا يمكن أن تكون خلقت الكون لأنها تحتاج إلى نظام وقوانين لكي تسير عليها، أنا تغيَّرت، وبدأت أؤمن أنه لابد أن يكون هناك خالق لهذا الكون، لأنني استخدمت عقلي وقلبي في الوصول لهذه الحقيقة”

واختتم خالد بقوله: “الملحد تجده باستمرار تعبان، لأنه يعتمد على عقله فقط، والعقل فقير ومحدود لا يمكن الاعتماد عليه فقط، بينما يجب أن نطلب الهداية بالعقل والقلب معًا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى