ماتت لأعيش أنا.. حكاية الفنانة كاميليا التي أنقذت “أنيس منصور” من الموت

الفنانة كاميليا،  تميزت بجمال أخاذ، فتح لها أبواب النجومية، حتى أصبحت من أعلى النجمات أجرًا في أربعينيات القرن الماضي، بعدما اكتشفها المنتج والمخرج أحمد سالم، وهي في السابعة عشر من عمرها، حينما رآها ترقص في أحد الملاهي الليلية، وعرض عليها العمل في السينما، وهو ما قوبل من جانبها بحفاوة خاصة، وأنها كانت تحلم منذ صغرها بالنجومية.

اسمها ليليان ولقبها القطة الشقراء

ولدت باسم “ليليان”، قبل أن تغيره لـ”كاميليا” ليصبح اسمها الفني،  ولقبت بالعديد من الألقاب أبرزها “القطة الشقراء”، و”قمر 14″، ورغم أن كثيرين تنبؤوا لها  بمستقبل كبير في الفن إلا أن الأفلام التي شاركت بها لم تتخط أصابع اليد الواحدة، بسبب مصرعها متفحمة في حادث طائرة.

تعددت علاقات الراحلة كاميليا حتى أن البعض ربط اسمها بالملك فاروق، وهو ما أكده الفنان الراحل رشدي أباظة، حتى أنه ذكر أن الملك فاروق هدده بالقتل عدة مرات بسبب علاقته بكاميليا والتي تسببت في انفصالها عن “فاروق”، فقال عنها “أباظة”، في أحد حواراته: “كانت فرسة جامحة، تفعل كل ما يحلو لها، ولا يستطيع أحد إيقافها ولا حتى الملك فاروق نفسه الذي وقع في حبها”.

خطط “أباظة”، للزواج منها ولكنه فوجيء بحادثة موتها، والتي ارتبط بحكاية غريبة، فبعد موتها كتب الأديب الراحل أنيس منصور مقالًا بعنوان “ماتت لأعيش أنا”، إذ إنها تعرضت لوعكة صحية سارعت على إثرها لحجز تذكرة سفر إلى روما للعلاج، ولكنها لم تستطع الحصول على تذكرة بعد نفاذ جميع التذاكر.

ووضح أنيس منصور حقيقة التنازل عن تذكرته لكاميليا قائلا: “في يوم سفرها كنت أيضًا مسافرًا، وقبل أن أسافر اتصلت بوالداتي هاتفياً اطمئن عليها ، فلاحظت أن صوتها خافتا، وأنها تحاول أن تغيره بما يعطي انطباعاً بأنها قوية ” زي البمب ” ، ولم تفلح ، ولما ذهبت إليها وجدتها مريضة ، وعدلت عن السفر .

تابع “وذهبت إلى شركة الطيران أعيد تذكرتي، هناك وجدت الناقد الفني المعروف حسن إمام عمر مع الفنانة كاميليا ، وعرفت أنها تريد السفر لولا أنها لم تجد مكاناً فأعطيتها تذكرتي، وكان ما كان”.

لتلقى حتفها بعدها في حادث طائرة رحلة رقم 903 التي كانت تستقلها متجهة إلى روما، حيث سقطت الطائرة في الحقول بالبحيرة شمال غرب القاهرة يوم 31 أغسطس 1950.