...

من الإله “بِس” إلى القيس.. مراحل ظهور الياميش في مصر

 

يعتبر شهر رمضان من أفضل الشهور عند المصريين ولذلك يتجهون إلى تجهيز كافة العناصر الغذائية المعتادة،

خلال شهر رمضان، من ضمن هذه المواد الغذائية ياميش رمضان.

ويعود ياميش رمضان إلى تاريخ مصر الفرعوني حيث ظهر في دروب الصحراء القاحلة حيث كان الفراعنة،

يمشون في الطريق سيرًا على الأقدام للوصول إلى معبد دندرة بصحبة القرابين التي كانت عبارة عن جوز ولوز وزبيب،

يتم تصنيعهم على هيئة تمثال “الإله بِس” والذ يعتبر إله التسالي عند المصريين القدماء.

وكان الإله بِس هو إله الرقص والموسيقى وكافة أنواع الملذات والتسالي، وكان يعتبره الأطفال هو الإله الحامي،

والأمهات يعتبرونه طارد الكوابيس، والعدو اللدود لكافة الأرواح الشريرة والثعابين، أما النساء فيعتبرونه إله التجميل.
وحدث خلاف بين المؤرخين بشأن تاريخ وجود الإله بِس حيث رأي البعض أنه منتصف الدولة القديمة،

والبعض الآخر رأوا أنه كان في عصر الدولة الحديثة، ولكن الثابت لدى الطرفين أن قرابين الفراعنة بالنسبة له،

كانت عبارة عن نواة ياميش الرمضاني بصفتها التسالي ، ولا تخلو مائدة منه.

ولكن مع العصر الفاطمي أخذت التسالي اسم القيس، وتطورت مع العهد العثماني فأطلق عليها اسم “الياميش”،

وهي كلمة تركية واختصار لـ”النقل الرمضاني” والمشتقة من كلمة “يمشي”، وذلك لأنها عبارة عن تسالي،

يتناولها الأفراد أثناء السير في الطرقات الطويلة.
وتختصر كلمة “ياميش” 11 نوع تسالي من الفواكه المجففة والمكسرات،

وهي ” الجوز والزبيب والمشمش و البلح والتين المجفف والأراصيا وعين الجمل واللوز والفستق والبندق والكاجو”.

وبدأت عادة شراء المصريين للياميش، بالتحديد في شهر رمضان، خلال عهد الدولة الفاطمية، التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمان، ويوزعها الخلفاء الفاطميون على الفقراء طوال الشهر.
وكان يتم بيع الياميش في أعرق الأسواق وهو سوق قوصون في منطقة أسسها الأمير سيف الدين قوصون في شارع باب النصر.
وكان هذا السوق مقصدًا لمعظم التجار السوريين؛ لبيع الزيت والصابون والفستق والبندق والجوز بعد ذلك، انتقل سوق «الياميش» وانتشر في مناطق مختلفة، منها: الجمالية، وبولاق أبو العلا، وروض الفرج، وسوق قبل رمضان، والسكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى