...

لما نحب نعرف حاجة عن حقوق الإنسان في مصر.. نكلم مين.. والمجلس القومي شغلته إيه على المدفع؟

 

كان الله في عون الرئيس السيسي، فرغم وجود مجلس قومي لحقوق الإنسان، ولجنة عفو رئاسي، وخلافه،فإن المعلومات عن حقوق الإنسان في مصر تكاد تكون غائبة بسبب تقاعس هذه المؤسسات عن القيام بدورها، وعدم إصدارها بيانات وتقارير للرأي العام المصري والأجنبي، فإن الرئيس يضطر إلى الإجابة بنفسه على أسئلة الصحفيين الأجانب أثناء مؤتمراته الصحفية الخارجية.

آخر موقف رد الرئيس فيه بنفسه كان خلال وجوده في ألمانيا عندما سأله أحد الصحفيين،عن حقوق الإنسان في مصر فأجاب الرئيس بدعوة هذا الصحفي إلى الحضور إلى مصر والكتابة من على أرض الواقع، مشيرا إلى الحريات الدينية التي تتمتع بها مصر، وكذلك حقوق المرأة، والحياة الكريمة التي توفرها الدولة للمواطنين، والحوار الوطني الذي سينطلق قريبا، ليشاهد هذا الصحفي بنفسه كيف تدار حقوق الإنسان في مصر.

هذا الصحفي لم يكن الأول الذي يطرح هذا السؤال ولن يكون الأخير بالتأكيد، والسبب معروف وهو أن الجهات المسئولة لاتهتم بإصدار تقارير موثقة عن حالة حقوق الإنسان في مصر وبثها بعدة لغات حتى لايضطر رئيس الجمهورية إلى الإجابة بنفسه كل مرة.

وإذا كانت لجنة العفو الرئاسي تعلن كل يوم عن الإفراج عن عدد من المساجين، ويكتب هذا الصحفي أوذاك مقالا هنا أو هناك عن حقوق الإنسان في مصر،فإن المجلس القومي لحقوق الإنسان المعني بهذا الأمر لاصوت له،ولاأحد يطالع سوى أخبار لقاءات واجتماعات وترحيبات بالحوار الوطني، أما حالة حقوق الإنسان في مصر وأخبارها وتقاريرها فيبدو أنها لاتعني هذا المجلس من قريب أو بعيد.

آخر ماسمعناه عن المجلس كان منذ حوالي خمسة أيام حيث تفقد وفد من أعضائه برئاسة السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس ، مركز اصلاح و تأهيل النساء بالقناطر الخيرية للوقوف علي أوضاع النزيلات و تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان و التطورات المستمرة في السياسات العقابية والتى ينفذها قطاع الحماية المجتمعية التابع لوزارة الداخلية ، وذلك ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها المجلس لمراكز الإصلاح والتأهيل في سائر أنحاء الجمهورية.

جميل أن يقوم المجلس بمثل هذه الزيارات ويطلع على أحوال السجينات، لكن الأجمل أن يهتم أكثر بفكرة التقارير الموثقة التي ترد على بعض وسائل الإعلام الأجنبية وكذلك قنوات  الجماعة الإرهابية.. ويبقى السؤال: لما نحب نعرف حاجة عن حقوق الإنسان في مصر نكلم مين.. وماوظيفة المجلس القومي لحقوق الإنسان على المدفع؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى