مخاوف من اجتياح إسرائيلى للبنان بعد اغتيال «نصر الله».. 85 قنبلة خارقة للتحصينات قتلت الأمين العام لحزب الله.. وتحذير أمريكى من حرب شاملة
فى تصعيد مذهل للتوترات فى المنطقة يهدد بإغراقها فى دوامة عنف كبيرة، أعلن حزب الله، أمس، مقتل أمينه العام، حسن نصر الله، فى الغارة الإسرائيلية التى استهدفت، مساء أمس الأول، مقر القيادة المركزية للحزب فى الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وسط مخاوف من أن يمهد اغتيال زعيم الحزب الطريق لاجتياح إسرائيلى برى للبنان.
وفى بيان رسمى، أعلن الحزب مقتل أمينه العام «ملتحقا برفاقه الذين قاد مسيرتهم نحو ثلاثين عاما»، وتعهد البيان بمواصلة القتال ضد إسرائيل، «إسنادا لغزة وفلسطين، ودفاعا عن لبنان وشعبه».
وسبق إعلان الحزب تأكيد جيش الاحتلال مصرع نصرالله، كاشفا عن أن مقاتلاته ألقت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات تزن كل منها طنا من المتفجرات، لاغتيال نصرالله.
من جهته، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، أفيخاى أدرعى، على منصة إكس، بأن الجيش اغتال، أيضا، قائد جبهة الجنوب فى حزب الله، على كركى، وعددا آخر من القادة، خلال الغارات نفسها.
وذكر موقع «أكسيوس» الإخبارى، نقلا عن مسئولين إسرائيليين، أن العميد عباس نيلفروشان، قائد فيلق القدس فى لبنان، قتل أيضا فى هجوم الضاحية.
وعقب بيان حزب الله، انتشر الجيش اللبنانى فى مختلف أنحاء بيروت، ووقف على التقاطعات الرئيسية فى المدينة، تحسبا لردود الفعل الشعبية على عملية الاغتيال.
واصطف اللبنانيون فى طوابير أمام محال السوبر ماركت فى بيروت، لشراء السلع الأساسية مثل المياه والأطعمة المجففة، بينما انتظر الناس فى طوابير أمام أجهزة الصراف الآلى.
دمار هائل خلفته الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية – أ.ف.ب
وتحسبا لحرب أوسع نطاقا، قال الجيش الإسرائيلى، فى بيان أمس، إنه استدعى 3 كتائب من قوات الاحتياط، لتعزيز دفاع القيادة المركزية، وسط تصاعد الصراع مع حزب الله، وتأهب لغزو برى للبنان.
وفى أول تعليق على نجاح عملية الاغتيال، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، هرتسى هاليفى، إن «الهجوم تم التخطيط له منذ فترة طويلة وتم تنفيذه فى الوقت المناسب»، مضيفا: «هذا ليس آخر ما فى جعبتنا، الرسالة بسيطة، أى شخص يهدد مواطنى إسرائيل سنعرف كيف نصل إليه».
ومع استمرار العدوان الإسرائيلى الموسع، قررت وزارة الصحة اللبنانية إجلاء المستشفيات الواقعة فى ضاحية بيروت الجنوبية، داعية المستشفيات فى بيروت وجبل لبنان والمناطق غير المضارة إلى التوقف عن استقبال الحالات غير الطارئة، حتى نهاية الأسبوع المقبل.
وفى الوقت الذى شهدت فيه ضاحية بيروت الجنوبية نزوحا جماعيا للعائلات، أعلنت لجنة الطوارئ فى لبنان بدء تسيير قوافل مساعدات إلى مراكز إيواء الفارين من القصف الإسرائيلى المستمر لجنوب لبنان.
ميدانيا، شن جيش الاحتلال غارات متعددة استهدفت منطقة بعلبك، شرقى لبنان، والبقاع وجبل لبنان.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلى إنه لم يتوقف عن مهاجمة لبنان، ويسعى لاستغلال الوقت وتقويض قدرات حزب الله.
فى المقابل، أطلق حزب الله أكثر من 7 رشقات صاروخية باتجاه الجليل الأعلى، معلنا قصف قاعدة ومطار «رامات ديفيد» بصواريخ «فادى 3»، ومستوطنة «كابرى» بصواريخ «فادى 1».
ووسط تصاعد التوترات فى المنطقة، نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية، فى تقرير أمس عن مسئولين إقليميين، قولهما: إن المرشد الأعلى الإيرانى، آية الله على خامنئى، تم نقله إلى مكان آمن داخل البلاد، مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة.
وقال خامنئى، فى تصريحات تناقلتها وكالات الأنباء، إن مصير المنطقة تحدده قوات المقاومة، وعلى رأسها حزب الله، مضيفا، فى الوقت ذاته، أن عدد الشهداء الهائل فى لبنان أثبت شراسة وسعار الاحتلال وقصر نظر وغباء قادته.
وفى وقت سابق، قال مسئولون إسرائيليون لصحيفة «نيويورك تايمز»: إن غارة الجمعة كانت تستهدف كسر شوكة حزب الله، من خلال قتل كبار قادته.
واعتبروا أن مقتل الأمين العام لحزب الله «سيوجه ضربة حاسمة للتنظيم السياسى والعسكرى للحزب فى لبنان، ولأى خطط أخرى للعنف من جانب إيران».
وفى واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى، جو بايدن، وجه وزارة الدفاع «البنتاجون» لتقييم وتعديل وضع القوات الأمريكية فى المنطقة، حسبما يقتضى الأمر، لتحسين الردع، وضمان حماية القوات، ودعم جميع الأهداف الأمريكية.
من جانبه، حذر وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، فى مقابلة مع شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية، من «عواقب مدمرة» إذا خاضت إسرائيل حربا شاملة مع حزب الله، مشيرا إلى أن عدد الضحايا قد «يعادل أو يتجاوز» ما تشهده غزة حاليا.
وعلى صعيد رد الفعل الأوروبى، أعرب مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، عن أسفه لعدم وجود أى قوة، بما فى ذلك الولايات المتحدة، قادرة على وقف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مجددا إلى وقف عاجل لإطلاق النار فى الشرق الأوسط، مؤكدا ضرورة احترام القانون الإنسانى الدولى، وحماية المدنيين، وإنهاء دوامة القتل.