جنون نووي يهدد أوروبا.. مستويات إشعاع غير طبيعية في تشيرنوبيل
كشفت لقطات صورتها طائرات بدون طيار بمنطقة الحظر حول محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، قيام القوات الروسية بحفر خنادق وتحصينات في بعض المناطق الأكثر تعرضا للإشعاع في المنطقة.
تشيرنوبل
وتظهر اللقطات، أكواما من الأتربة الناجمة عن حفر الأرض وإنشاء تحصينات في ضواحي الغابة الحمراء، على بعد أميال قليلة غرب مصنع تشيرنوبيل.
وكانت التقارير تحدثت عن استمرار تحذير العمال في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، لأسابيع من أن القوات الروسية كانت ترفع سحبا من الغبار المشع بعد قيادة مركبات مدرعة في منطقة تعرف باسم “الغابة الحمراء”.
الغابة الحمراء
والغابة الحمراء هي منطقة تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة وتحيط بمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية داخل منطقة الاستبعاد، وهي أكثر المناطق تلوثا بالإشعاع على وجه الأرض.
ويأتي اسم الغابة من تحول لون أشجار الصنوبر إلى البني بعد امتصاص مستويات عالية من الإشعاع من حادثة تشيرنوبيل في 1986.
وكانت منظمة الطاقة النووية الأوكرانية قد أعلنت انسحاب القوات الروسية من محطة تشيرنوبل في بداية الشهر الجاري، وذلك بعد اتجاه موسكو لخفض وتيرة أنشطتها العسكرية في محوري كييف وتشيرنيغوف خلال عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
متلازمة الإشعاع الحاد
وذكرت شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية أنه تم إجلاء العديد من القوات الروسية من الغابة إلى بيلاروسيا للعلاج من متلازمة الإشعاع الحاد بعد تلقيهم جرعات عالية منه، ناتجة من إثارة الغبار المشع، بعد عمليات حفر الخناق.
وأكدت أن بعض المواقع في محطة تشيرنوبيل المحظورة بها “مستويات إشعاع مرتفعة بدرجة غير طبيعية”، وقالوا إن القوات الروسية حفرت خنادق وحاولت بناء تحصينات حين احتلت المكان، قبل أن تنسحب منه مؤخرا.
وأشار مسؤولون بالمحطة إلى أن مستويات الإشعاع داخل الغرفة التي استخدمها الجنود الروس أعلى من المستويات التي تصنفها الجمعية النووية العالمية على أنها طبيعية.
وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو، وصف التصرفات الروسية بالجنون، قائلا إنه ليس لديه أدنى فكرة عن سبب قيام الجنود الروس بالذهاب إلى الغابة الحمراء، ليعود ا بعد ذلك بآثار من المواد المشعة على ملابسهم وأحذيتهم.
من جهتها أكدت روسيا مرارا ان مستويات الإشعاع في تشيرنوبل آمنة منذ أن كانت تحت سيطرتها، وأنها لم تجري تغييرات على طاقم العمل هناك حفاظا على سلامة الموقع.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف، قال إن القوات الروسية المحمولة جوا تحمي المنشأة لمنع أي “استفزازات” محتملة.
رغم التطمينات التي بعثتها موسكو بشأن تشيرنوبل، إلا أنها تلوح بإمكانية استخدام السلاح النووي منذ بداية الحرب.
السلاح النووي
وأعلن الكرملين أن روسيا لن تستخدم السلاح النووي إلا في حال تعرضت لما أسماه “تهديدا وجوديا”.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من التقارير التي تشير إلى أن القوات الروسية تلقت جرعة إشعاعية قوية.
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن السلطات الأوكرانية لم تسمح بعد للمراقبين الدوليين بزيارة محطة تشيرنوبل التي انسحبت منها القوات الروسية.
وأشار المدير العام للوكالة إلى أن السلطات الأوكرانية تبرر هذا التأخر بالقول إن عملية إزالة الألغام في المنطقة المحظورة المفروضة منذ عام 1986 حول محطة تشيرنوبل لم تنته بعد.
ورجح إرسال ثلاثة أو أربعة خبراء إلى تشيرنوبل، وذلك بعد استكمال الاستعدادات اللوجيستية لإطلاق عدة بعثات خاصة بالأمن النووي في أوكرانيا في أبريل الجاري.